لمّا رأيتُ منازلَ الجوزاء |
خفيتْ عليَّ حقائقُ الأنباءِ |
وعلمتُ أنَّ اللهَ يحجُبُ عبدَه |
عن ذاتِه لتحقق الأنساء |
إنّ الدّليلَ مقابلُ مدلولهِ |
حكم التقابلِ بنفسه الإنشاء |
انظر إلى أسمائه الحسنى تجد |
أعياننا من حضرة ِ الأسماء |
فإذا بدا بالوجه أظهرَ كوننا |
بالنسخة ِ المشهودة ِ الغرَّاءِ |
زلنا عنِ الأمثالِ لا بلْ ضربَها |
للهِ إذْ كنا منَ الجهلاءِ |
أين الذراعُ وهقعة ٌ وتحية ٌ |
من فرضٍ قدرِ فوقهم متنائي |
في أطلس ما فيه نجمٌ ثابتٌ |
يبدو يشاهد نوره للرائي |
ولهُ الرطوبة ُ والحرارة ُ إذْ له |
طبعُ الحياة ِ وسرُّه في الماءِ |
عصرُ الشبابِ لهُ وليسَ لكونِه |
في الرتبة ِ العلياءِ برجُ هواءِ |
والدالي والميزانُ أمثالٌ له |
فالحكمُ مختلفٌ بغيرِ مِراء |
حكمُ المنازلِ قدْ تخالفَ طبعهُ |
كيفَ الشفاءُ وفيه عينُ الداءَ |
حارَ المكاشفُ في الدجى خيالَه |
مثل المفكر إذ هما بسواء |
الأمرُ أعظمُ أنْ يحاطَ بكنههِ |
ومعَ النزاهة ِ جاءَ بالأنواءِ |
حِرنا وحارَ العقلُ في تحصيلهِ |
إذ ليس منحصراً على استيفاء |
لولا ثبوتُ المنعِ قلتُ بجودهِ |
المنعُ يذهبُ رتبة َ الكرماءِ |
لا تفرحنَّ بما ترى من شَاهدٍ |
يبدو لعينكِ عندَ كشفِ غطاءِ |
من شأنهِ المكرُ الذي قدْ قاله |
في محكمِ الآياتِ والأنباء |
القصد في علمِ الأمور كما جَرَتْ |
ما القصد في حَمَل ولا جَوزاءِ |
إنّ الطبيعة َ كالعروسِ إذ انجلتْ |
والبعلُ من تدريه بالإيماء |
عنها تولدتِ الجسومُ بأسرها |
وتعاقبَ الإصباحُ والإمساء |
فهي الأميمة للكثيفِ وروحُه |
وهو لها للنشئِ كالأبناءِ |
وهم الشقائقُ يُنسَبون إليهما |
بالفعلِ لا بالتحامِ النائي |
من دانَ بالإحصاءِ دانَ بكلِّ ما |
دلتْ عليه حقائقُ الإحصاءِ |
لا تلق ألواحاً تضمن رحمته |
وادفع بهن شماتة الأعداء |
واسلك بنا النهجَ القويمَ ملبياً |
صوتَ المنادى عند كلِّ نداء |
هو حاجب البابِ الذي خضعتْ له |
غلبُ الرقابِ وآمرُ الأمراء |