أنا آدمُ الأسماءِ لا آدمُ النشء |
فلي في السما والأرض ما كان من خبءِ |
ولكنه من حيث أسماءُ كونه |
وما لي فيه إن تحققت من كفؤ |
أنا خاتمُ الأمر الأعمِّ وجودُه |
لذاك تحملتُ الذي فيه من عبءِ |
فإن كنت ذا علم بقولي ومقصدي |
وأحكامِ ما في الكلِّ من حكمة الجزءِ |
فلا تأخذِ الأقوالَ من كلِّ قائلِ |
وإنْ كان لا يدري الذي قال من هزءِ |
فإنَّ الكلامَ الحقَّ ذلك فاعتمد |
عليهِ ولا تهمله وافزع إلى البدءِ |
لقد مدَّني ظلا وإنْ كنتُ نورَه |
فإن لم أكن في الظل إني لفي الفيء |
لقد عظم الرحمن نشئي لمن درى |
وأعظمُ قدر الشخصِ ماكان في النشئِ |
وما أنا من هلكَ فما أنا هالك |
وما أنا ممنْ يدرأُ الدرءَ بالدرءِ |
ولكنني رِدءٌ لمن جاء يبتغي |
معونتهُ مني فآمن بالردءِ |
وإني إذا ما ضمني بردُ عفوهِ |
إليهِ بجرمي أنني منه في دفءِ |
وأعجبُ من كوني دليلاً بنشأتي |
ولا أرتجي برءاً وأجنحُ للبرءِ |
وما ذاك إلا حكم غفلتي التي |
خُصصتُ بها وهي التي لم تزل تشئى |