ومن بعده سرُّ الطهارة ِ واضحٌ |
يسيرُ على أهلِ التيقظِ والذكا |
فكم طاهرٍ لم يتصف بطهارة ٍ |
إذا جاورَ البحرَ اللدنيَّ واحتمى |
ولو غاص في البحر الأُجاج حياته |
ولم يفنِ عن بحرِ الحقيقة ِ ما زكا |
إذا استجمرَ الإنسانُ وتراً فقد مشى |
على السنة ِ البيضاءِ خلقاً لمن مضى |
فإن شفع استجمارَه عاد خاسراً |
وفارق من يهواه من باطنِ الرَّدى |
وإن غسل الكفينِ وتراً ولم يزلْ |
بخيلاً بما يهوى على فطرة ِ الأولى |
فلا غسلت كفّ خضيبٍ ومعصمٍ |
إذا لم يلح سيف التوكُّل ينتضى |
إذا ولد المولود قابضُ كفِّه |
فذاكَ دليلُ البخلِ والجمعِ يا فتى |
ويبسطها عند المماتِ مُخبراً |
بتركِ الذي حصلتْ في منزلِ الدنا |
إذا صح غسلُ الوجه صَحَّ حياؤه |
وصحَ له رفعُ الستورِ متى يشا |
وإن لم يمسَّ الماءُ لمة َ رأسهِ |
ولا وقعتْ كفاه في ساحة ِ القفا |
فما انفكَّ من رقِّ العبودية ِ التي |
تسحرها الأغيارُ في منزلِ السوى |
وإن لم ير الكرسيَّ في غسلِ رجلهِ |
تناقضَ معنى الطهرِ للحينِ وانتفى |
إذا مضمضَ الإنسانُ فاه ولم يكنْ |
برياً من الدعوى وفتياً بما ادعى |
ومستنشقٍ ماشمَّ ريحَ اتصالهِ |
ومستنثرٍ أودى بكثرة ِ الردى |
صماخاه ماينفكُ يطهرُ إن صغى إلى |
أحسنِ الأقوالِ واكتف واقتفى |