إن سيرتْ صمّ الجبالِ سراباً |
وتفتحت أفلاكها أبوابا |
يبدو لنا من لم تزل سبحاته |
تفني الحجابَ وتحرقُ الحجابا |
فعرفتهُ بالنفي لمْ أعرفهُ بالإ |
ثْباتِ ما إنْ لمْ أكنْ مرتابا |
فأذاقني من حيرة قامتْ بنا |
لشهودِه في الأكثرين عَذابا |
فلبثت في نار الطبيعة عنده |
من أجل هذا مدّة ً أحقابا |
لما خصصتُ الأكثرينَ ولمْ أقلْ |
عم الوجودَ مظاهر أكبابا |
إني طعمت من الشهودِ مطاعما |
وشربتُ ماءَ المعصراتِ شرابا |
وشهدته في غيرِ صورة ِ عقدنا |
في غيبِه أو لا أزالُ تُرابا |
فوددتُ أني لمْ أزلْ في غيبة ٍ |
في غيبة ٍ أو لا أزالُ ترابا |
فدعا بديوانِ الوجودِ ورأسهِ |
عند التقى وأرادَ منه حسابا |
فأجابه لما دعاه ملبِّياً |
سَمعاً وطوعاً ثم قال صَوابا |
أوحى إليه أنْ اتخذْ دارَ الشقا |
للمسرفينَ المجرمين مآبا |
جلَّ الإلهُ الحقُّ في إجلالهِ |
قدساً وتعظيماً وعزَّ جَنابا |
فإذا أتته من المهيمنِ تحفة ٌ |
قطع الثيابَ وقطعَ الأسبابا |