إذا أنا بالقرعِ الشديد لبابهِ
|
وقد راضني إذ كنتُ حشواها بهِ
|
فلا تك ممن لا يقوم لقرعه
|
فإنّ الذي تبغيهِ من خلفِ بابهِ
|
وهذا خلافُ العرفِ في كلِّ قارعٍ
|
وما كان هذا الأمر إلا لما به
|
من الشوقِ للمطلوبِ إذْ جاءَ خارجاً
|
وسرَّ وجودُ البابِ عينَ حجابهِ
|
فأرسل إرسالاً إلى كلِّ شارد
|
يردونَه عن وجههِ وذهابِهِ
|
إليهِ على كرهٍ وإنْ كان عالماً
|
بخيرٍ يراهُ منهُ عندَ إبابهِ
|
ووقعَ في توقيعهم كلَّ ما لهم
|
من الخيرِ إن غادوا بنصِّ كتابِهِ
|
وهم طالبوا ما قد دعاهم لنيله
|
وأين اقترابُ العبدِ من اغترابه
|
لقد أخطأوا نهجَ السلامة ِ لو بقوا
|
على سيرهِم لولا رجيمُ شهابِهِ
|
فأفزعهم رجمُ النجومِ أمامَهم
|
فحادوا إلى ما قاله في خطابه
|
وقدْ علموا أنّ السلامة َ في الذي
|
دعاهم إليه من أليم عقابه
|
وإنَّ لهم منْ كلِّ خيرٍ أتمَّهُ
|
وأعظمُهُ فيهم جزيلُ ثوابِهِ
|
إذا خلَّق البازي يروِّع آمناً
|
يروعُه بالفعلِ صوتُ عقابِهِ
|
فيأخذ سَفلاً لا يريد فرية ً
|
ويذهلُ عن مطوبهِ وصحابهِ
|
ويأخذُه الفكرُ الصحيحُ منبهاً
|
على منزلٍ لا أمنَ فيمن ثوى به
|