تضلعتُ من شربِ رويٍّ بلا شُربِ |
كما أنني أشهى إلى القلبِ من قلبي |
فإنَّ لمقلوبي جمالاً يخصه |
أهيم به وجداً على البعد والقربِ |
أبيتُ أناجيه بنومي ممثلاً |
وإني إذا استيقظتُ عدتُ إلى صحبي |
فإنْ كان عن بَيْنٍ فشوقٌ مجدَّدٌ |
وإنْ كانَ عنْ وصلٍ فحسبي إذاً حسبي |
فإنْ جادَ بالتمثيلِ في حالِ يقظتي |
فذلك أحلى لي من الموردِ العذبِ |
إذا ما رأيتُ الدارَ أهوى دخولَها |
ولكنْ على الأبوابِ أردية ٌ الحجبِ |
ومن خلفها البوّابُ يسمع وطأتي |
فيغفلُ عني للذي بي منْ عجبِ |
كعتبة يزهو بالعبودة عندما |
تحققَ فيها منْ مساكنة ِ القربِ |
هيَ الأمُّ سماها ذلولاً لخلقِهِ |
وقد أعرضت عني كإعراض ذي ذنب |
حياءً وأعطتنا مناكبَ نظمِها |
فنمشي بها عنْ أمرِ خالقها الربُّ |
إذا كان حالُ الأمِّ هذا فإنني |
لأولى به منها إلى انقضا نحبي |
تمنيتُ منه أنْ أكونَ بحالها |
مع الله في عيشٍ هنيء بلا كَرْب |
فياتي وجودي للدعاوى بصورة ٍ |
تنزله مني كمنزلة ِ الربِّ |
وهيهاتِ أينَ الحقُّ من حالِ خلقه |
بذا جاءَتِ الأرسالُ منهُ معَ الكتبِ |
لقد أوردتْ نفسي حديثاً مُعنعناً |
عن الرُّوحِ عن سري عنِ الله عنِ قلبي |
بأنَّ وجودي عينه وهويتي |
هويته فاركبْ على مركبٍ صَعب |
فلمْ يبقَ فينا مفصلٌ فيه قوة ٌ |
أشاهدها إلا وعينها ربي |
فكيف لنا منهُ وقد صحَّ مخلصٌ |
ويعتبني وقتاً فأعجبُ من عتبي |
وإنَّ لهُ إنْ حدَّثَ المرءُ نفسه |
دليلاً له فيما ذكرتُ من العُتْبِ |
ألا إنني عبدٌ لمن أنا ربُّه |
قضى بالذي قدْ قلتُه في الهوى حبي |