رَكَضُوا الجِيَادَ إلى الجِلادِ صَباحَا، |
و ستشعروا النصرَ العزيزَ سلاحا |
واستَقبَلُوا أُفُقَ الشَّمالِ بجَحفَلٍ |
نَشَرَ القَتامَ، على الشّمالِ، جَناحَا |
قد ماسَ في أرجالهِ شجرُ القنا |
وجَرَى بهِ ماءُ الحَديدِ، فَساحَا |
مَطَرَ الأعاجِمَ منهُ عَارِضُ سَطوَة ٍ، |
بَرَقَ الحَديدُ بجانِبَيهِ، فَلاحا |
حتى إذا قضمَ المهنّدُ نبوة ً |
واندقّ صدرُ السمهريّ فطاحا |
وتَخَايَلَتْ بِهِمِ الجِيادُ، كأنّما |
بسطتهمُ فوقَ البطاحِ بطاحا |
قتلى بحيثُ ارفضّ دمعُ المزنِ لا |
رحمى فأسعدهُ الحمامُ فناحا |
قد تُرّبَتْ منهم صَحائِفُ أوجُهٍ، |
جَعَلَتْ تُمزّقُها السّيوفُ جِراحا |
فلَوِ اطّلَعتَ لَما اطّلَعتَ على سِوَى |
سهمٍ تشلّمَ في قتيلٍ طاحا |
فحمتْ حريمَ المسلمينَ مصارعٌ |
تَركَتْ حَريمَ المُشرِكينَ مُباحَا |
مُسوَّدَّ ساحاتِ المَنازِلِ وَحشَة ً، |
مملوءَ أفنية ِ الديار نياحا |
تأتي صقورٌ منهمُ منقضة ٌ |
قدراً على مهجِ العدوّ متاحا |
مَلأوا ضُلُوعَ اللّيلِ زُرْقَ أسِنّة ٍ، |
سَالَتْ على أعطافِهِ أوضاحَا |
من كلّ منصورِ اللّواءِ اذا سرى |
مثُلتْ له عقبى السرى فارتاحا |
فانصاع يضحكُ وجههُ عن غرّة ٍ |
سالَتْ، ويَلعَبُ في العِنانِ مِرَاحَا |
يسري بأبلحَ ما ادلهمتْ روعة ً |
إلاّ تلألأ وجههُ مصباحا |
وأقامَ فَوقَهُمُ العَجاجَة َ كِلّة ً، |
و أدارَ بينهمُ الردى أقداحا |
أيسارُ حربٍ كلما اشتجرَ القنا |
لم يُعمِلُوا، إلاّ الرّماحَ، قِداحَا |
طالوا العواليَ بسطة ً فكأنما |
رَكَزَتْ يَدُ الهَيجا بهم أرماحَا |
من كلّ هَضبَة ِ سُؤدَدٍ، هزّ النّدى |
أعطافهُ طرباً فسالَ سماحا |
أدمَى اللّقاءُ، مِنَ القَنا، ظفراً له |
ذرباً ومدّ منَ اللواءِ جناحا |
فانجابَ لَيلُ الخَطبِ عن أُفقِ الهُدى ، |
و تطلعَ الفتحُ المبينُ صباحا |