أساعة توديعك أم ساعـة الحشـر

ابن حزم الأندلسي

أساعة توديعك أم ساعـة الحشـر

وليلة بينـي منك أم ليلـة النشـر

وهجرك تعذيب الموحـد يقتضـي

ويرجو التلاقي أم عذاب ذوي الكفر

سقى الله أيامـاً مضـت ولياليـاً

تحاكي لنا النيلوفر الغض في النشـر

فأوراقـه الأيـام حسنـاً وبهجـةً

وأوسطه الليـل المقصـر للعمـر

لهونا بـها فـي غمـرةٍ وتآلـفٍ

تمر فلا تدري وتأتـي فلا نـدري

فأعقـبـنـا منـه زمـان كأنـه

ولا شك حسن العقد أعقب بالغدر

فلا تيأسي يا نفـس عـل زماننـا

يعود بوجـهٍ مقبـلٍ غيـر مدبـر

كما صرف الرحـمن ملك أميـةٍ

إليه ولـوذي بالتجمـل والصبـر

أليس يحيط الروح فينا بكـل مـا

دنا وتناءى وهو في حجب الصـدر

كذا الدهم جسم وهـو في الدهـر

روحه محيط بما فيه وإن شئت فاستقر

أتـاوتـها تـهدي إليـه ومنـة

تقبلهـا منهـم يقـاوم بالشكـر

كذا كل نهر في البلاد وإن طمـت

غزارته ينصـب في لجـج البحـر