قل للمليحة في القميص الأحمر ابن مشرف

قل للمليحة في القميص الأحمر

ماذا فعلت بعابد مستبصر

ما زال يدأب في العبادة طالبا

للعلم غير مفرط ومقصر

ترك الصبابة للصبا متسليا

عن ذكر كل عزالة أو جؤذر

حتى وضعتي عن محياك الغطا

فانجاب عن بدر منير مقمر

ونشرت فرعا مثل ليل فاحم

لولا مجاورة الصباح المسفر

فدهشت من ذاك الجمال وحسنه

ووقفت وقفة مولع متحير

حسن به شغف الفؤاد وهاج لي

شجنا فقل تجلدي وتصبري

سقتي إلى الجسم السقام وراءه

من ذلك الطرف السقيم الأحور

سبحان من وهب المحاسن من يشا

سبحانه من خالق ومصور

يا كاعبا تحمي بصارم أنفها

من كل صاد ورد ماء الكوثر

شهد الرضاب وفيه خمر مسكر

فالثم ولا حرج بذاك المسكر

كلمتها من بعد تكليم الحشا

يا هند إن لم تسمحي لم أصبر

لا تتلفي بالصد مهجة مغرم

فيصيب قومك سطوة من قسور

من فيصل ملك الجزيرة من سما

للمجد حتى حل فوق المشتري

نصر الهدى وحوى الشجاعة والندى

ليث وغيث للمقل المعسر

أضحى بخير أرومة لو رامها

ذو همة بتطاول لم يقدر

كفاه كف قد كفت أعداءه

والراحة الأخرى كمزن ممطر

أعراقه طابت فطاب فروعها

تعزى إذا نسبت لأطيب عنصر

من عصبة صبروا على نصر الهدى

وأذى العدا أكرم بهم من معشر

آووا إلى إمام المسلمين محمدا

لما جفاء ريئس آل معمر

فدعا إلى التوحيد ضلال الورى

جهرا ولولا منعهم لم يجهر

وحموه من أعدائه بسيوفهم

مع ضعفهم وكفى بها من مفخر

ما هالهم جمع الخوالد إذ أتى

بمدافع في فيلق مع عرعر

بل صابروه بنية وبحسبة

حتى تولى كالجهام المدبر

وكذاك ما بالوا بتهديد أتى

من صاحب الحرم الشريف الحيدر

قاموا وما بالوا بلومة لائم

من مرجف ومخوف ومحذر

بل هدموا أوثان شرك عظمت

ونهوا عن الأمر الشنيع المنكر

شنوا على أهل القرى غاراتهم

وعلى البوادي في الخلاء المقفر

حتى صفت لهم الجزيرة واجتنوا

للعز من ورق الحديد الأخضر

وبنوا مفاخر جمة مشهورة

شهد العدو بها ولما ينكر

وقد حظي هذا الإمام ونسله

من ذاك بالحظ الوفي الأوفر

ما زال يقفو الأثر من أسلافه

بالنصر للشرع الأعز الأطهر

أفلا ترى أعلامه منشورة

للغزو بين سرية أو عسكر

فيغير في غور البلاد ونجدها

فوق النجائب والجياد الضمر

حتى أعز به المهيمن دينه

وأذل كل معاند متجبر

فانقادت الأعراب بعد عتوها

بالسمر والبيض الخفاف البتر

لا زال محفوظ الجناب مؤيدا

بالنصر والفتح المبين الأكبر

وعلى النبي وآله وصحابه

أزكى صلاة مثل نفح العنبر

تبقى مدى الأيام ما هب الصبا

سحرا على الروض الأنيق المزهر