وأن نفخة اسرافيل ثانية
|
في الصور حقا فيحيي كل من قبرا
|
كما بدا خلقهم ربي يعيدهم
|
سبحان من أنشأ الأرواح والصورا
|
حتى إذا ما دعا للجمع صارخه
|
وكل ميت من الأموات قد نشرا
|
قال الإله قفوهم للسؤال لكي
|
يقتص مظلومهم ممن له قهرا
|
فيوقفون الوفا من سنينهم
|
والشمس دانية والرشح قد كثرا
|
وجاء ربك والأملاك قاطبة
|
لهم صفوف أحاطت بالورى زمرا
|
وجيء يومئذ بالنار تسحبها
|
خزانها فأهالت كل من نظرا
|
لها زفير شديد من تغيظها
|
على العصاة وترمى نحوهم شررا
|
ويرسل الله صحف الخلق حاوية
|
أعمالهم كل شيء جل أو صغرا
|
فمن تلقته باليمنى صحيفته
|
فهو السعيد الذي بالفوز قد ظفرا
|
ومن يكن باليد اليسرى تناولها
|
دعا ثبورا وللنيران قد حشرا
|
ووزن أعمالهم حقا فإن ثقلت
|
بالخير فاز وإن خفت فقد خسرا
|
وأن بالمثل تجزى السيئات كما
|
يكون في الحسنات الضعف قد وفرا
|
وكل ذنب سوى الإشراك يغفره
|
ربي لمن شاء وليس الشرك مغتفرا
|
وجنة الخلد لا تفنى وساكنها
|
مخلد ليس يخشى الموت والكبرا
|
أعدها الله دارا للخلود لمن
|
يخشى الإله وللنعماء قد شكرا
|
وينظرون إلى وجه الإله بها
|
كما يرى الناس شمس الظهر والقمرا
|
كذلك النار لا تفنى وساكنها
|
أعدها الله مولانا لمن كفرا
|
ولا يخلد فيها من يوحده
|
ولو بسفك دم المعصوم قد فجرا
|
وكم ينجي إلهي بالشفاعة من
|
خير البرية عاص بها سجرا
|