وإن للمصطفى حوضا مسافته
|
ما بين صنعا وبصرى هكذا ذكرا
|
أحلى من العسل الصافي مذاقته
|
وأن كيزانه مثل النجوم ترى
|
ولم يرده سوى أتباع سنته
|
سيماهم أن يرى التحجيل والغررا
|
وكم ينحى وينفى كل مبتدع
|
عن ورده ورجال أحدثوا الغيرا
|
وأن جسرا على النيران يعبره
|
بسرعة من لمنهاج الهدى عبرا
|
وأن إيماننا شرعا حقيقته
|
قصد وقول وفعل للذي أمرا
|
وأن معصية الرحمن تنقصه
|
كما يزيد بطاعات الذي شكرا
|
وأن طاعة أولي الأمر واجبة
|
من الهداة نجوم العلم والأمرا
|
إلا إذا أمروا يوما بمعصية
|
من المعاصي فيلغي أمرهم هدرا
|
وأن أفضل قرن للذين رأوا
|
نبينا وبهم دين الهدى نصرا
|
أعني الصحابة رهبان بليلهم
|
وفي النهار لدى الهيجا ليوث شرى
|
وخيرهم من ولى منهم خلافته
|
والسبق في الفضل للصديق مع عمرا
|
والتابعون باحسان لهم وكذا
|
أتباع أتباعهم ممن قفى الأثرا
|
وواجب ذكر كل من صحابته
|
بالخير والكف عما بينهم شجرا
|
فلا تخض في حروب بينهم وقعت
|
عن اجتهاد وكن إن خضت معتذرا
|
والإقتداء بهم في الدين مفترض
|
فاقتد بهم واتبع الآثار والسورا
|
وترك ما أحدثه المحدثون فكم
|
ضلالة تبعت والدين قد هجرا
|
أن الهدى ما هدى الهادي إليه وما
|
به الكتاب كتاب الله قد أمرا
|
فلا مراء وما في الدين من جدل
|
وهل يجادل إلا كل من كفرا
|
فهاك في مذهب الأسلاف قافية
|
نظما بديعا وجيز اللفظ مختصرا
|
يحوي مهمات باب في العقيدة من
|
رسالة ابن أبي زيد الذي شهرا
|
والحمد لله مولانا ونسأله
|
غفران ما قل من ذنب وما كثرا
|
ثم الصلاة على من عم بعثته
|
فأنذر الثقلين الجن والبشرا
|
ودينه نسخ الأديان أجمعها
|
وليس ينسخ ما دام الصفا وحرا
|
محمد خير كل العالمين به
|
ختم النبيين والرسل الكرام جرا
|
وليس من بعده يوحى إلى أحد
|
ومن أجاز فحل قتله هدرا
|
والآل والصحب ما ناحت على فنن
|
ورقا وما غردت قمرية سحرا
|