ولكننا والحمد لله لم نزل |
على قول أصحاب الرسول نعول |
نقر بأن الله فوق عباده |
على عرشه لكنما الكيف نجهل |
وكل مكان فهو فيه بعلمه |
شهيد على كل الورى ليس يغفل |
وما أثبت الباري تعالى لنفسه |
من الوصف أو ابداء من هو مرسل |
فنثبته لله جل جلاله |
كما جاء لا ننفي ولا نتأول |
هو الواحد الحي القديم له البقا |
مليك يولى من يشاء ويعزل |
سميع بصير قادر متكلم |
عليم مريد آخر هو أول |
تنزه عن ند وولد ووالد |
وصاحبة فالله أعلى وأكمل |
وليس كمثل الله شيء وماله |
شبيه ولا ند بربك يعدل |
وأن كتاب الله من كلماته |
ومن وصفه الأعلى حكيم منزل |
فليس بمخلوق ولا وصف حادث |
فيفنى ولكن محكم لا يبدل |
هو الذكر متلو بألسنة الورى |
وفي الصدر محفوظ في الصحف يسجل |
فألفاظه ليست بمخلوقة ولا |
معانيه فاترك قول من هو مبطل |
وقد اسمع الرحمن موسى كلامه |
على طور سينا والإله يفصل |
وللطور مولانا تجلى بنوره |
فصار لخوف الله دكا يزلزل |
وأن علينا حافظين ملائكا |
كراما بسكان البسيطة وكلوا |
فيحصون أقوال ابن آدم كلها |
وأفعاله طرا فلا شيء يهمل |
ولا حي غير الله يبقى وكل من |
سواه له حوض المنية منهل |
وأن نفوس العالمين بقبضها |
رسول من الله العظيم موكل |
ولا نفس تفنى قبل اكمال رزقها |
ولكن إذا تم الكتاب المؤجل |
وسيان منهم من أودى حتف أنفه |
ومن بالظبي والسمهرية يقتل |
وأن سؤال الفاتنين محقق |
لكل صريع في الثرى حين يجعل |
يقولان ماذا كنت تعبد ما الذي |
تدين ومن هذا الذي هو مرسل |
فيا رب ثبتنا على الحق واهدنا |
إليه وأنطقنا به حين نسأل |
وأن عذاب القبر حق وروح من |
أودى في نعيم أو عذاب يعجل |
فأرواح أصحاب السعادة نعمت |
بروح وريحان وما هو أفضل |
وتسرح في الجنات تجني ثمارها |
وتشرب من تلك المياه وتأكل |
ولكن شهيد الحرب حي منعم |
فتنعيمه للروح والجسم يحصل |
وأرواح أصحاب الشقاء مهانة |
معذبة للحشر والله يعدل |
وأن معاد الروح والجسم واقع |
فينهض من قد مات حيا يهرول |
وصيح بكل العالمين فأحضروا |
وقيل قفوهم للحساب ليسألوا |
فذلك يوم لا تحد كروبه |
بوصف فإن الأمر أدهى وأهول |
يحاسب فيه المرء عن كل سعيه |
وكل يجازي بالذي كان يعمل |
وتوزن أعمال العباد جميعها |
وقد فاز من ميزان تقواه يثقل |
وفي الحسنات الأجر يلقى مضاعفا |
وبالمثل تجزى السيئات وتعدل |
ولا يدرك الغفران من مات مشركا |
وأماله مردوده ليس تقبل |
ويغفر غير الشرك ربي لمن يشا |
وحسن الرجا والظن في الله أجمل |
وأن جنان الخلد تبقى ومن بها |
مقيما على طول المدى ليس يرحل |
أعدت لمن يخشى الإله ويتقي |
ومات على التوحيد فهو مهلهل |
وينظر من فيها إلى وجه ربه |
بذا نطق الوحي المبين المنزل |
وأن عذاب النار حق وأنها |
أعدت لأهل الكفر مثوى ومنزل |
يقيمون فيها خالدين على المدى |
إذا نضجت تلك الجلود تبدل |
ولم يبق بالإجماع فيها موحد |
ولو كان ذا ظلم يصول ويقتل |
وأن لخير الأنبياء شفاعة |
لدى الله في فصل القضاء فيفصل |
ويشفع للعاصين من أهل دينه |
فيخرجهم من ناره وهي تشعل |
فيلقون في نهر الحياة فينبتوا |
كما في حميل السيل ينبت سنبل |
وأن له حوضا هنيئا شرابه |
من الشهد أحلى فهو أبيض سلسل |
يقدر شهرا في المسافة عرضه |
كأيلة من صنعا وفي الطول أطول |
وكيزانه مثل النجوم كثيرة |
ووارده كل أغر محجل |
من الأمة المستمسكين بدينه |
وعنه ينحى محدث ومبدل |
فيا رب هب لي شربة من زلالة |
بفضلك يا من لم يزل يتفضل |