ركيك قواف صاغها فتكسرت |
وحاصلها كالعجل مستوجب الكسر |
وقفت على نظم لبعض بني العصر |
تضمن أقوالا بقائلها تزرى |
تخير حرف الراء عجزا وإنما |
يعدون حرف الراء عير أولى الشعر |
عيوبا كساها زخرف القول خادعا |
فأضحت بحمد الله مكشوفة الستر |
بها شبه للجاهلين مضلة |
أكاذيب لا تخفى على كل ذي حجر |
تصدى لها حبر الزمان ونجله |
فردا وهدا ما بناه من القعر |
وقد بينا للناس ما في كلامه |
من الزيف والإفراط والحيف والنكر |
بأوضح برهان وأقوم حجة |
لها قرر الشيخان بالنظم والنثر |
جزى الله عنا شيخنا في صنيعته |
فكم قد شفى بالرد والسد للثغر |
إذا مبطل أجرى من الجهل جدولا |
أتاه بتيار من العلم كالبحر |
فجلى ظلام الجهل والشك والعمى |
بنور هدى يجلو الغياهب كالفجر |
لئن كان أهل العلم كالشهب في السما |
فعالمنا بين الكواكب كالبدر |
فما لابن منصور رأى هجو قومه |
صوابا فأزرى بالقريب وبالصهر |
وأثنى على قوم طعام بكونهم |
بنوا في القرى تلك المساجد للذكر |
كأن لم تكن تتلى عليه براءة |
ولم يتل فيها إنما سائر العمر |
ولم ينظر الشرك الذي فيهم فشا |
فكم قبة شيدوها على قبر |
وطافوا عليها خاضعين تقربا |
إلى ذلك المقبور بالذبح والنذر |
وكم سألوا الأموات كشف كروبهم |
ولا سيما في الفلك في لجج البحر |
فزادوا على شرك الأوائل إذ دعوا |
سوى الله في حال الرخاء وفي العسر |
وتخريجه للمسلمين مشبها |
ولهم بالحروريين بالبغي والفجر |
فيا ليت شعري هل تجاهل أو غوى |
فشتان ما بين الهداية والكفر |
ولكنه أبدى موافقة العدا |
ليثني عليه الخصم في ذلك القطر |
فهبه كمن أغوى الشياطين في الفلا |
فأصبح حيرانا بمهمهة قفر |
وأصحابه يدعونه للهدى ائتنا |
ولا داء أدعى للعناد من السكر |
فسبحان من أعمى عيونا عن الهدى |
وقد أبصرت والسمع ما فيه من وقر |
ومن ينكر الشمس المنيرة في الضحى |
إذا لم يكن غيم وفي ساعة الظهر |
ورب فتى مستصرخ صاح نادبا |
لنا فأجبنا الصوت بشراك بالنصر |
أتتك لنصر الدين منا كتائب |
تجر العوالي في المثقفة السمر |
وكم طاعن في ديننا ومثلب |
رميناه إذا هاجا بقاصمة الظهر |
نسل المواضي في الحروب على العدا |
ونضرب من يهجو بصمصامة الشعر |
فدونك نظما كالزلال عذوبة |
يجر ذيول العز للدين والفخر |
بدا من أديب لم يقل متغزلا |
عيون المهى بين الرصافة والجسر |
وأزكي صلاة الله ثم سلامه |
على المصطفى ما حي الضلالة والكفر |
كذا الآل والأصحاب ما هبت الصبا |
وما لاح في الآفاق من كوكب درى |
وما انهل في الفقر الغمام وما بكى |
فاضحك دمع المزن مبتسم الزهر |