يا ظبية البان بل يا ظبية الدور |
هل أنت من نسل حوا أو من الحور |
الصبح من وجهك الأسنى الصبيح بدا |
والشعر داج بظلماء وديجور |
مددت للصب طرفا قاصرا فلذا |
قد هام ما بين ممدود ومقصور |
لا عيب فيها سوى إخلاف موعدها |
أو أنها لم تجد يوما بميسور |
كم واعدت بمزار غير موفية |
والخلف للوعد معدود من الزور |
فقلت وجدا بها إن كنت كاذبة |
عليك آثام عثمان بن منصور |
غدا يهاجي إلى التوحيد مشتغلا |
بمدح قوم خبيث فعلهم بور |
قد خالفوا السنة الغراء وابتدعوا |
والشرك جاءوا بخط منه موفور |
لم يسلكوا منهج التوحيد بل فتنوا |
بكل ذي حدث في اللحد مقبور |
هذا يطوف وهذا في تقربه |
يأتي إليه بمنحور ومنذور |
وذا به مستغيث في شدائده |
يرجو الإجابة في تيسير معسور |
فاحكم بتكفير شخص لا يكفرهم |
فالحق شمس وهذا غير معذور |
واقذف جنود ابن جرجيس وشيعته |
بكل هجو بمنظوم ومنثور |
وقل جزى الله شيخ المسلمين بما |
أبدى فجلى ظلام الشرك بالنور |
بالعلم بصر قوما قد عموا فهدوا |
وأنقذ الله منهم كل مغرور |
ليس العيون التي للحق مبصرة |
كالأعين العمى أو كالأعين العور |
أدلة جامع التوحيد أودعها |
من كل نص قرآني ومأثور |
لا يستطيع لها دفعا مخاصمة |
ولا يحرفها تأويل ذي زور |
غزا بها عصبا للشرك قد نصروا |
فأصبحوا بين مقتول ومأسور |
فكم جلا بضياء العلم من شبه |
بها أضل النصارى حزب نسطور |
وأخلص الشيخ للرحمن دعوته |
لا للعلو ولا أخذ الدنانير |
حتى غدت سبل التوحيد عامرة |
وكل مشهد شرك غير معمور |
فقام أبناؤه من بعده فدعوا |
إلى الهدى ونهوا عن كل محذور |
فمن هجاهم بأفك غير ضائرهم |
لا ترهب الأسد نبح الكلب في الدور |
وهاك نظما بديعا فائقا حسنا |
والحمد لله حمدا غير محصور |
ثم الصلاة وتسليم الإله على |
من قد وعى فضله موسى على الطور |
محمد خير مبعوث وشيعته |
وصحبه الغر حتى النفخ في الصور |