وقدم أحاديث الرسول ونصه ابن مشرف

وقدم أحاديث الرسول ونصه

على كل قوم قد أتى بازائه

فإن جاء رأي للحديث معارض

فللرأي فاطرح واسترح من عنائه

فهل مع وجود البحر يكفي تيمم

لمن ليس معذورا لدى فقهائه

وهل يوقد الناس المصابيح للضيا

إذا ما أتى رأد الضحى بضيائه

سلامي على أهل الحديث فإنهم

مصابيح علم بل نجوم سمائه

بهم يهتدي من يقتدي بعلومهم

ويرقى بهم ذو الداء علة دائه

ويحيى بهم من مات بالجهل قلبه

فهم كالحيا تحيا البقاع بمائه

لهم حلل قد زينتهم من الهدى

إذا ما تردى ذو الردى بردائه

ومن يكن الوحي المطهر علمه

فلا ريب في توقيفه واهتدائه

وما يستوي تالي الحديث ومن تلا

زخارف من أهوائه وهذائه

وكن راغبا في الوحي لا عنه راغبا

كخابط ليل تائه في دجائه

إذا شام برقا في سحاب مشى به

وإلا بقى في شكه وامترائه

ومن قال ذا حل وهذا محرم

بغير دليل فهو محض افترائه

كل فقيه في الحقيقة مدع

ويثبت بالوحيين صدق ادعائه

هما شاهدا عدل ولكن كلاهما

لدى الحكم قاض عادل في قضائه

فواحر قلبي من جهول مسود

به يقتدى في جهله لشقائه

إذا قلت قول المصطفى هو مذهبي

متى صح عندي لم أقل بسوائه

يرى أنها دعوى اجتهاد صريحة

فواعجبا من جهله وجفائه

فسله أقول الله ماذا أجبتم

لمن هو يوم الحشر عند ندائه

أيسألهم ماذا أجبتم ملوككم

وما عظم الإنسان من رؤسائه

أم الله يوم الحشر يمتحن الورى

بماذا أجابوا الرسل من أنبيائه

وهل يسأل الإنسان عن غير أحمد

إذا ما ثوى في الرمس تحت تراثه

وهل قوله يا رب قلدت غيره

لدى الله عذر يوم فصل قضائه

فهيهات لا يغني الفتى يوم حشره

سوى حبه خير الورى واقتفائه

وإيثاره هدى الرسول وحكمه

على كل ما يقضي الهوى باقتضائه