على الدوح قد غنى الحمام وغردا |
فجاوبه السدم المعنى وأسعدا |
وهيج أشجانا تقادم عصرها |
وجدد منها دارسا فتجددا |
وذكرني دارا لمبة قد نأت |
فبت لذكراها بليلة أرمدا |
فتاة كأن الشمس غرة وجهها |
ومن شعرها يبدو لك الليل اسودا |
ويفضح غصن البان في الميد قدها |
ويحكى لك اللحظ الحسام المهندا |
فكم قتلت من عاشقيها بحده |
وكم قد حمت من سلسل الثغر موردا |
ولو أنها كانت بأرض قريبة |
لآب إليها صبها وتوددا |
ولكنها بالصد والبعد قد نأت |
فلله ما أقصى المزار وأبعدا |
فمن مسعدى من مبلغ لوصالها |
سوى ماجد قد جاز فخرا وسؤددا |
أخو همة في شامخ العز قد علت |
فمن مثله في الفضل والبأس والندى |
أبو المجد وابن المجد والمجد أصله |
حليف العلا من كان في الفضل أوحدا |
أمام همام باسل باذخ العلا |
له بسطتا فضل وفصل على العدى |
فاكرم به فرعا سلالة مقرن |
وآباؤه الغر الكرام أولو الهدى |
لقد نصروا دين الإله وقوموا |
من السنة الغراء ما قد تأدوا |
لقد أمن الله البلاد وأهلها |
بوطئته الأعدا ومن كان ملحدا |
وأصبح بالمعروف يأمر أهلها |
وينهاهم عن سائر الظلم والردى |
قد أنصف المظلوم من كل ظالم |
وللحق أضحى ناصرا ومؤيدا |
أيا ملكا تاج الملوك حذاؤه |
وهمته في الدهر عضبا مهندا |
عليك بتقوى الله سرا وجهرة |
ففيها جميع الخير حقا تأكد |
وخذ بيد المظلوم قد حق نصره |
ولا تترك الباغي معيثا ومفسدا |
وكن حافظا لله فيمن رعيته |
وناصحهم في القول والفعل جاهدا |
لتجزى من الله الكريم بفضله |
مبوأ صدق في الجنان مخلدا |
كما حزت في الدنيا جميع فخارها |
فخر فضل أخراها لتبقى مؤيدا |
فتلك جميع المكرمات حويتها |
فقدمت فخرا في المعالي مقلدا |
وحق لمن حاز المروءة والسخا |
وفي الحلم أضحى فائقا أن يسودا |
إذا نظر الراجي سجاياه قال ذا |
أبو دلف كان في الجود أجودا |
فيامن سماها المكارم والعلا |
وأتهم غورا في البلاد وانجدا |
تعودت بسط الكف طبعا وإنما |
لكل امرىء من دهره ما تعودا |
لقد أوجفت قصدا إليك مطيتي |
وأعملت عيس اليعملات جواهدا |
لأبلغ من جدواك ما قد رجوته |
كما أنت للعافين مأوى وموردا |
صنائعكم عظما لدينا قديمة |
وإحسانكم بدءا إلى وعائدا |
فكم كف عني فيصل الجود من أذى |
وكم نالني من فيض معروفه يدا |
جزاه إله العرش عني بفضله |
وبوأه في جنة الخلد مقعدا |
وأنت ابن تركي كنت ظلا وملجأ |
وأنت كغيث في الشدائد مرفدا |
فلا زالت الطاف الإله محفة |
بطلعتك الغرا ولا زلت منجدا |
وأبناؤك الغر الكرام نخصهم |
بتسليم ود من محب لهم بدا |
وصل إله العالمين مسلما |
على خير مبعوث إلى الخلق بالهدى |
كذا الآل والأصحاب ما هبت الصبا |
سحيرا وما غنى الحمام وغردا |