لك الحمد اللهم حمدا مخلدا ابن مشرف

لك الحمد اللهم حمدا مخلدا

على نعم لم تحص عدا فتنفدا

فكم نعمه أوليتنا بعد نعمة

وفتح به قد صح من كان أرمدا

ونسأله التوفيق للشكر أنه

يكون لنعماء الإله مقيدا

على أن هدانا ثم ألف بيننا

بملك إمام واجتماع على الهدى

إماما به الرحمن أمن سبلنا

وكف يدي من كان في الأرض مفسدا

وقوم أركان الشريعة ناصرا

بسمر القنا والبيض سنة أحمدا

سخيا جريا في الحروب وحازما

وما الملك إلا بالشجاعة والندى

يسير أعلام الجهاد خوافقا

على نجله لا زال للدين منجدا

أبو النجم عبد الله ليثا أعده

أبوه لمن أخطأ الصواب أو اعتدى

إذا أفسد الأعراب أي موطن

أغار عليهم بالجيوش وأنجدا

فراياته منصورة حيث يممت

وطالعه من أنجم السعد قد بدا

فلما بغت حرب على الناس واعتدوا

رماهم بحرب منهم الشمل بددا

وشتتهم كما دهاهم بفيلق

من الخيل والفرسان كالبحر مزبدا

هموا منحوه الأهل والمال إذ رأوا

له صارما ممضى ورمحا مسددا

وولو سراعا هاربين كأنهم

نعام تراهم في المفاوز شردا

فحسبك من أيام نصر تتابعت

على يده ذلت بها سائر العدا

وكفت بها الأعراب عن سوء فعلهم

ودان بها وإنقاذ من قد تمردا

فكم قد أخافوا السبل من قبل غزوه

وكم ريس منهم أغار وأفسدا

فأضحوا عن المال النفيس أعفة

ولو نظروا في الطرق درا وعسجدا

كذلك شان السيف إن سل حده

يهاب ولا يخشى إذا كان مغمدا

فشكرا إمام المسلمين لما جرى

من النصر والإعزاز لا زلت مسعدا

ولا زلت للإسلام كهفا ومعقلا

وسيفا على هام العدو مجردا

ودونك نظما من أديب بصوغه

إذا قال شعرا أصبح الدهر منشدا

إذا شاعر أهدى لكم خرزاته

بعثنا إليكم لؤلؤا وزبرجدا

فأحسن إلينا بالقبول وبالرضي

ودم سالما حيا معافى مؤيدا

وأزكى صلاة الله ثم سلامه

على المصطفى ما ناح سدم وغردا

كذا الآل والصحب أنصار دينه

وأتباعهم ما أطرب العيس من حدا

أيا أم عبد مالك والتشرد

ومسراك بالليل البهيم لتبعد

ومأواك أوصاد الكهوف توحشا

ومثواك أفياء التصوب وغرقد

وما جاوزت ساقاك من سفح رهوة

وأشعافها ما بين عال ووهد

ومسراك من ذات العميق وكوثر

ونهران مزور القذال الملبد

وما السر إن أبدلت قصرا مشرفا

وعرشا وفرشا بالقرى والتلدد

فما مثل هذا منك إلا لضيقة

من العيش أو من سوء أخلاق معند

فقالت رويدا يا أبا عبد إنما

أضاق بنا ذرعا شديد التوعد

عرمرم جيش سيق من مصر معنفا

يهتك أستار النساء ويعتدي

ويسبي ذراري الأكرمين جبارة

وينظم سادات الرجال بمقلد

فقلت لها من دونكن ودونهم

ضروب حماة بالحديد المهند

وضرب يزيل الهام عما ربت به

ويظهر مكنونات أجواف أكبد

وطعنا ترى نفذ الأسنة لمعا

من القوم يعوي جرحها لم يسدد

قفي وانظري يا أم عبد معاركا

يشيب لها الولدان من كل أمرد

وإن كنت عنها في البعاد فسائلي

ففيها أسود من مغيد بمرصد

وفيها ليوث الأزد من كل شيعة

يصالون نار الحرب حزنا لمفسد

وفيها رئيس عايض حول وجهه

حياض المنايا صدرت كل مورد

خليفة عصر للحنيفي مثقف

لما أعوج منه في حجاز وأنجد

فيا لك من يوم الحفير وما بدا

لريدة من طول الغمام المشيد

ويا لك من يوم اللحوم سباعه

شباع وطير الجو تحظى لمشهد

ويالك من أيام نصر تتابعت

بها من شواظ الحرب ذات التوقد

تطامت رقاب الروم فيها عيوقها

كما غاق دود للجراد المقدد

فأضحى جثاثا في البقاع مركما

تزعزعه ريح العشية والغد

ويالك من يوم المرار لواؤه

تقنع بالصرعى به كل مقعد

كأن تقحام الشريد وعوره

فرود نحاها فجأة أعسر اليد

تخرمها نحر الهجير وأنها

لتعهد منه فرى ناب ومفصد

ويا عجبا من في حبضى وما دنا

لوداي كسان من قتيل مسند

وفي ربوة الشعبين داهية أتت

عليهم فما أغنى دفاع بمسجد

ويوم المقضى قد تقضت أمورهم

بفاقرة الظهر التي لم تضمد

ومن قبل ذا يوم العزيزة عزهم

ذليل بضرب المشرفي المجرد

كتائب فيها ضرموا ثم غودروا

بأشلائهم عانى الدماء المكند

بأيدي رجال من شنوءة جدهم

رقى بهم مجدا إلى حذو فرقد

تداعى عليهم من صميم أصولها

ثبات وجمع كالمحيط المزيد

ففاخر بهم يا خاطبا فوق منبر

على الناس فاقوا بالحسام وسودد

ليهن بني قحطان مجد فخاره

مدى الدهر في نادى بواد وأبلد

فيا راكبا أما لقيت ببيشة

وما دفعته من ضراب وفدفد

فسلم على قبر ابن شكبان سالم

فقد كان قدما قادما كل سيد

يحامي على التوحيد حتى عرى له

من الخلف كأس جرعه ذو تردد

ومر على أجزاع ظلفع قف بها

قليلا وما يغنيك عن ضرب مبعد

على ظهر قباء الكلي لا يريبها

حفا حزن منجاة قفر منكد

تثر الحصا بالخف كالحذف قبلها

وقد ضاق هما صدرها للتبعد

كل ثر من عين برملان وحشه

يجفله قناصة بالترصد

توسمت الوسمى أما بكوره

فمن نقا الدهناء سعدانها الندى

وأما ثوانيه فإن زال ظعنها

فمن حظن حتى الرشاء الممهد

تعللها منه غواد فأشظأت

بقول ورمث زهرها ذو تطرد

فأضحت تسامى في سنام كأنها

بخد تليع الهضب عالي التصعد

فقل لمعد لا تغر بسرحها

فتلقى كماة الحي جنبا بموعد

بسمر العوالي والمواضي دونها

ومبيض موضون الحديد المسرد

وأما إجازتك الدخول فحوملا

فصبحا فعرضا فالسراديح فاعتد

وسقها على نجد يؤمك ليلها

بنات لنعش والضحى فيه تهتدي

وإن خلات يوما لشحط مزارها

فأبدل بها عينا ذات التعرد

ودعها عن التهجير حتى إذا رأت

ورودا بماء من صفار فأورد

وأشرف على وادي اليمامة قائلا

ودمعك سفاحا على الخد والثدي

سلام على عبد العزيز وشيخه

وتابع رشد للإمام المجد

دعا الناس دهرا للهدى فأجابه

فئام فمنهم عالمون ومقتدى

وقفاهما حذوا سعود بسيفه

مميز مجود النقود من الردى

وعرج بها ذات اليمين وقد هوت

على عرصات للرياض بمقصد

وناد بأعلا الصوت بشرى لفيصل

ومن نسل سادات الملوك مسدد

إليك نظاما نشره في وقائع

على جحفل المصري قد شد باليد

فعشرون ألفا من قضى الله منهم

فما بين مقتول وعار مجرد

ولم ينج منهم غير قواد قومهم

على صافنات في قليل معرد

كأن أنين المومقين ومن به

جوارح رمى قاصفات لاعمد

أنين معيز زارها داؤها الذي

بأكبادها أضنى عليها ليعتدي

أو الساكني الأمصار قد حل فيهم

عقاص فأصماهم على كل مرقد

أتاهم بها إذ غاب نجم مشعشع

من الجو في مغرابه نحس أسعد

فكل الذي لاقوه يحسب دون ما

تعكس من حزم الهمام المعمد

فقل لدليل القوم هلا أفاده

من العلم أن البغى قتال معتد

ومهما أعادته الأماني لحربنا

نصبنا لهم أمثالها بالمجدد

ويا قافلا أما ثنيت زمامها

وأقبلت ما استدبرته للتعود

ولاح سهيل ضاحكا لك ثغره

وقد لمحته عينها مفلق الغد

فسلم على الأحباب تسليم موجد

ولا تنس جيران البجير بالحد

وآخر قولي وابتدائي فيهم

صلاة وتسليما على خير مرشد

وآل وصحب كل ما قال منشد

أيا أم عبد مالك والتشرد