تبكي الحساء بدمع سافح جارى |
من أجل خطب جسيم حادث جاري |
خطب أساء قلوب المتلدين بها |
من قاطنيها وآذى مهجة الجاري |
لما أتاهم كتاب للإمام به |
نار الوعيد فأصلى القلب بالنار |
ومن يطيق من الضرغام زأرته |
وقد يصول بأنياب وأظفار |
لجت له ساكنو الإحساء قاطبة |
حتى بكى من نائي عنهم بأقطار |
على النخيل التي عاشت أراملهم |
بها وكل يتيم جائع عاري |
كانوا يرون إمام المسلمين لهم |
كالأب يرجونه للحادث العاري |
فاهت له بالثنا والخير ألسنهم |
وبالدعاء له في جنح أسحاري |
وقال أحسنهم ظنا وأعقلهم |
ما للإمام وهذا الحادث الطاري |
لقد عهدناه ذا حلم ومرحمة |
ورأفة بالرعايا غير جبار |
لانعدم الخير من وال أخى ثقة |
للشرع متبع بالحق أمار |
خليفة قائم لله متقيا |
يخشى الإله ويرجو عفو عفار |
أنباء سيرته الحسنى قد انتشرت |
شرقا وغربا وفي أعمال بلغار |
يصلي العدو بنيران الحروب كما |
يشب نار القرى للطارق الساري |
أعطى الحسا وهي نزر من عطيته |
يوم السبية حقا دون إنكار |
لما استباح من الأعراب بيضتهم |
بعسكر من بني الإسلام جرار |
أباد خضراءهم بالسمر إذ شجرت |
وكل أبيض ماضي الحد بتار |
وعف عن حرمات الحي عن كرم |
فلم يرعها ولم يكشف لأستار |
ثم أنثنى نحو هجر بالجيوش إلى |
أبي غنيمة فاستولى على الدار |
وقال للناس إذ جاءوا لبيعته |
يسعون كالنمل من باد وحضار |
أليس هذا الحميدي المهين لكم |
لما أتينا أخذنا منه بالثار |
إلا فسيروا يهجر آمنين على |
دين الهدى بين جنات وأنهار |
وابشروا واشكروا الله أنعمه |
لما جلا الظلم والظلما بأنوار |
فما استقمتم فإنا نستقيم لكم |
عهدا وفيا لواف غير غدار |
لقد حكينا لكم من بعض سيرته |
وليس ينبيك مثل العالم الداري |
فلا تظنوا به منا لما وهبت |
يداه حاشاه من بخل ومن عار |
لكنه للرعايا كالطبيب لها |
يسقي الدواء ويكوي الداء بالنار |
فادعوا له دائما بالخير واجتهدوا |
وناصحوه باعلان وأسرار |
ولا تكونوا كمن أبدى مداهنة |
والقلب لم يخل من غل واوحار |
ولا تشيدوا بناء الإعتقاد على |
أوهى شفا جرف من أصله هار |
لكن على المذهب المروي عن سلف |
من الصحابة والأتباع أخيار |
وابشروا بالذي ترجوا قلوبكم |
من الإمام السخي الناسك القاري |
هذي مقالة من أبدى نصيحته |
للمسلمين مع استغفاره الباري |
ثم الصلاة من الرحمن ما سجعت |
مغردات على أفنان أشجار |
أزكى صلاة بتسليم يوازرها |
على نبي كريم الأصل مختار |
محمد خير مبعوث وعترته |
وصحبه خير أصحاب وأنصار |
فأبدأهم بأبي بكر خليفته |
على الحقيقة ثاني اثنين في الغار |
والمقتدين بهم ما قال منشدها |
تبكي الحساء بدمع سافح جاري |