بشير سعاد جاء نحوك فاسعد |
وقد وعدت وصلا فأوفت بموعد |
لقد عرفت وقت المزار فأقبلت |
إليك وقد نامت عيون لحسد |
فجاءت تجر الذيل خشية قائف |
لمعرفة الآثار بالحدس يهتدي |
يؤرج ترب الأرض عرف عبيرها |
وتهدي لسمع الصب وسواس عسجد |
أتتك سحيرا والنجوم كأنها |
دراري ترى في قبة من زبرجد |
فلما حوتها عرصة الدار سلمت |
سلام حبيب زائر ذي تودد |
فقر بنيل الوصل عينا وطالما |
تبيت لذكراها بليلة أرمد |
فتاة يريك الصبح غرة وجهها |
ويبدو الدجى من شعرها المتجعد |
ويعجب غصن البان إن هبت الصبا |
له سحرا من قدها المتميد |
يريك ابتساما لامع البرق ثغرها |
ويسفر عن شهد ودر منضد |
وقد جمعت كل المحاسن جملة |
فلم يستطع تفصيلها من معدد |
وفاقت جمالا كل هيفاء كاعب |
إذا ما مشت ما بين غيد وخرد |
فعاص جميع العاذلين ولا تطع |
بها كل واش لائم أو مفند |
فلو برزت يوما لغيلان لم يهم |
بمى ولم يبد القريض لمنشد |
ولو لمحت بالطرف طرفة ما بكى |
لخولة أطلالا ببرقة ثمهد |
لقد أصبحت في الغانيات فريدة |
كما انفرد الوالي بحزم وسؤدد |
حليف المعالي فيصل ناصر الهدى |
مذيق العدى كأس الردى بالمهند |
ترى الوفد والأضياف من حول قصره |
عكوفا كورد حوما حول مورد |
فيصدر كل مدركا ما يرومه |
من الفضل والجدوى ومن كل مقصد |
يقضي ببذل المكرمات نهاره |
سماحا ويحيي ليله بالتهجد |
لقد ساد أبناء الزمان وفاقهم |
بعفو وإقدام وكف له ندى |
وميراث مجد ناله عن أئمة |
سموا للعلا حتى استووا فوق فرقد |
حنيفية في دينها حنفية |
فأنسابهم تعزى لا فخر محتد |
هموا نصروا التوحيد بالبيض والقنا |
فنال المنى بالنصر كل موحد |
وآووا إماما قام لله داعيا |
يسمى بشيخ المسلمين محمد |
لقد أوضح الإسلام عند اغترابه |
وقد جد في إخفائه كل ملحد |
وجدد منهاج الشريعة إذ عفت |
فأكرم به من عالم ومجدد |
وأحيا بدرس العلم دارس رسمها |
كما قد أمات الشرك بالقول واليد |
وكم شبهة للمشركين أزاحها |
بكل دليل كاشف للتردد |
وألف في التوحيد أوجز نبذة |
بها قد هدى الرحمن للحق من هدى |
نصوصا من القرآن تشفي من العمى |
وكل حديث للأئمة مسند |
فوازره عبد العزيز ورهطه |
على قلة منهم وعيش منكد |
فما خاف في الرحمن لومة لائم |
ولم يثنه صولات باع ومعتد |
وقفى سعود أثره طول عمره |
إلى حين وورى في الصفيح الملحد |
وقد جاهدوا في الله أعداء دينه |
فما وهنوا للحرب أو للتهدد |
وكم غارة شعواء شنوا على العدا |
وكم طارف منهم حووه ومتلد |
وكم سنة أحيوا وكم بدعة نفوا |
وكم هدموا بنيان شرك مشيد |
وقائعهم لا يحصر النظم عدها |
وإن تسأل السماء عن ذاك ترشد |
وكم لهم من وقعة شاع صيتها |
بها أيد الرحمن سنة أحمد |
وكم فتحوا من قرية ومدينة |
ودانت لهم بدو وسكان أبلد |
وكم ملكوا ما بين ينبع بالقنا |
ومن بين جعلان إلى جنب مزبد |
ومن عدن حتى تنيخ بأيلة |
قلوصك من مبدي سهيل إلى الجدي |
وقد طهروا تلك الديار وطردوا |
ذوي الشرك والإفساد كل مطرد |
بأمر بمعروف ونهي عن الردى |
وبالصلوات الخمس للمتعبد |
وقد هدموا الأوثان في كل قرية |
كما عمرت أيديهمو كل مسجد |
فكن ذاكرا فوق المنابر فخرهم |
وناد به في كل ناد ومشهد |
تغمدهم رب العباد برحمة |
وأسكنهم روض النعيم المخلد |
ولا تنس ذا الحي اليماني أنه |
لشيعة أهل الحق بالحق مقتدي |
قبائل من همدان أو من شنوءة |
من الأزد اتباع الرئيس المسود |
هموا قد حموا للدين إذ فل غضبه |
وبدد منه الشمل كل مبدد |
فهم فئة للمسلمين ومعقل |
وكهف منيع للشريد المطرد |
سما للعلى حقا علي ولم يزل |
يروح بأسباب الجهاد ويغتدي |
وكم عسكر للمسرفين أباده |
بحد الظبي والسمهري المسدد |
وصيرهم صنفين ما بين هالك |
وبين أسير في الحديد مصفد |
ومازال يغزوهم ويرمي ديارهم |
بفرسان حرب في الدلاص المسرد |
وفتح المخا بالسيف للدين آية |
وزجر وانذار لأهل التمرد |
فلما تولى عاضنا منه عائض |
امام همام كالحسام المجرد |
فما زال يحمي بالسيوف حمى الهدى |
ويردي العدا في كل جمع ومحشد |
ونهزم منهم عسكرا بعد عسكر |
ويضرب من هاماتهم كل قمحد |
فلما أتى الأحزاب منهم وألبوا |
شفي النفس من أعداء دين محمد |
فلا زال تأييد الإله يمده |
بنصر وإسعاف على كل مفسد |
ودونكها بكرا عروسا زففتها |
إليك تهادي في حرير وعسجد |
شمت الأخطار شوقا ولم تهب |
وطيس هجير أو وغى ذي توقد |
إليك من الإحساء زمت ركابها |
فكم جاوزت من فدفد بعد فدفد |
فأحسن قراها بالقبول وبالرضى |
ودع أم عبد عنك ذات التشرد |
وأحسن ما يحلو به الختم أننا |
نصلى دواما في الرواح وفي الغد |
على المصطفى والآل ما هبت الصبا |
وما أطرب الأسماع صوت المغرد |