تهلل وجه الدين وابتسم الثغر ابن مشرف

تهلل وجه الدين وابتسم الثغر

وقد لاح من بيض السيوف له النصر

وجلى دباجير الضلالة والردى

سنا المرهفات البيض فانصدع الفجر

وشمس الأماني بالتهاني لنا بدت

وبالسعد لاحت فانجلت انجم زهر

وقد جاءنا ذاك البشير مبشرا

بفتح عمان حين حل به السدر

همام له قاد الجيوش بفيلق

إذا جاش بالأبطال يشبهه البحر

فأوطأهم جمعا عمانا فأذعنت

ودان له من أرضها السهل والوعر

وحلت بها الخيل السوابق بالقنا

وسلت سيوف الحق فانهزم الكر

وطهرها من كل سوء وباطل

وكانت تبذي القبائح والسحر

وبالا من ساروا في البلاد لياليا

وأيام سعد صفوها ما به كدر

فقرت عيون المسلمين بنصره

كما شمخت منا الأنوف ولا فخر

فناهيك من فتح مبين تزلزلت

له مكة والسند وارتعد الشحر

فهذا هو الفتح الذي فخرت به

عمان ونجد أشرقت وسما هجر

فهن أمام المسلمين وقل له

هنيئا لك الإقبال والفتح والنصر

لئن لبست نجد بملكك مفخرا

فقد زانت الدنيا بوجهك والعصر

فما هي إلا نعمة جل قدرها

فلله فيها يعظم الحمد والشكر

ودونكها منظومة عبقرية

تناثر من اصبهاف أبياتها الدر

وبكر عروس قد تصدى لزفها

محب لكم أدنى وسائله الشعر

فعجل قراها فالضرورة احوجت

وكاد يكون الفقر لولا الهدى كفر

وانجز له الوعد الذي قد وعدته

فأمنيته والوعد ينجزه الحر

أصلي على المختار ما هبت الصبا

على الروض مطلولا فعطره الزهر