أنظم بديع هذبته الغرائز |
أم الدر من أصداف بحرك بارز |
أم الروض حاكت أدمع المزن وشيه |
فعطر من ذاك النسيم المجاوز |
أأبكار فكر فقد ضممن لآلئا |
من القوم لا ما نظمته العجائز |
نعم در ألفاظ القريض أنى بها |
بليغ لأنواع الفصاحة حائز |
إلى العلويين الكرام قد انتمى |
قفى هاشم أغرافه والمراكز |
أجال بميدان البلاغة خيلة |
فصار بها يدعي الكمى المناجز |
لقد أحجمت فرسانها عن لقائه |
فكل بليغ عن مراميه عاجز |
حوى النحو مع علم المعاني فتارة |
يبين لنا المعنى وحينا يلاغز |
وقد جاء في علم البيان قريضه |
بنوع من السحر الذي هو جائز |
وأصبح في علم البديع ابن حجة |
ومن ذا له في كل فن يبارز |
تجاوز حد الشعر حتى كأنما |
قصائده للمنكرين معاجز |
إذ قال قولا أنشد الناس شعره |
وغنى به باد وحاد وراجز |
وما أنشدت يوما عرائس شعره |
على مقعد إلا مشى وهو ناشز |
ودبت به روح الصبابة فاستوى |
ولو كان محمولا حوته الجنائز |
لئن بلغتنا عنك يا ابن طباطبا |
نسيم الصبا شوقا لحد يجاوز |
فإن بنا من لاعج الشوق فوق ما |
بثثت وأضعاف الذي أنت كانز |
فإن حكمت أيدي النوى بافتراقنا |
وصار لنا من شقة البين حاجز |
فإن لأرواح المحبين مجمعا |
وإن بعدت بين الجسوم المفاوز |
ودونك من جهد المقل خريدة |
من الشعر أهدتها إليك الغرائز |
أتتك من الإحساء تطلب كفوها |
وما مهرها إلا الرضى والتجاوز |
عليك بحسن المدح أثنت مودة |
وما قصد كل الوافدين الجوائز |
وخير ختامي أن أصلي مسلما |
على المصطفى من أيدته المعاجز |
وأصحابه ما جالت الخيل بالقنا |
وما حركت للدارعين الهزاهز |