أبي محمود درويش

غضّ طرفا عن القمر

وانحنى يحضن التراب

وصلّي..

لسماء بلا مطر،

و نهاني عن السفر!

أشعل البرق أوديه

كان فيها أبي

يربيي الحجارا

من قديم.. و يخلق الأشجار

جلده يندف الندى

يده تورق الشجر

فبكى الأفق أغنية:

_كان أوديس فارسا..

كان في البيت أرغفه

و نبيذ، و أغطية

و خيول، و أحذيه

و أبي قال مرة

حين صلّى على حجر:

غض طرقا عن القمر

واحذر البحر.. و السفر !

يوم كان الإله يجلد عبده

قلت: يا ناس! نكفر؟

فروى لي أبي.. و طأطأ زنده:

في حوار مع العذاب

كان أيوب يشكر

خالق الدود ..و السحاب 1

خلق الجرح لي أنا

لا لميت.. و لا صنم

فدح الجرح و الألم

و أعني على الندم!

مرّ في الأفق كوكب

نازلا.. نازلا

و كان قميصي

بين نار، و بين ريح

و عيوني تفكر

برسوم على التراب

و أبي قال مرة:

الذي ما له وطن

ما له في الثرى ضريح

..و نهاني عن السفر