هوى واحد بدر شاكر السياب

على مقلتيك ارتشف النجوم

وعانقت آمالي الآيبة

وسابقت حتى جناح الخيال

بروحي إلى روحك الواثبة

أطلت فكانت سناً ذائباً

بعينيك في بسمة ذائبة

*

أأنت التي رددتها مناي

أناشيد تحت ضياء القمر

تغني بها في ليالي الربيع

فتحلم أزهاره بالمطر

ويمضي صداها يهز الضياء

ويغفو على الزورق المنتظر

*

خذي الكأس بلي صداك العميق

بما ارتج في قاعها من شراب

خذي الكأس لا

جف ذاك الرحيق

و إلا صدى هامس في القرار ألا ليتني ما سقيت التراب

*

خذي الكأس إني زرعت الكروم

على قبر ذاك الهوى الخاسر

فأعراقها تستعيد الشراب

وتشتفه من يد العاصر

خذي الكأس اني نسيت الزمان

فما في حياتي سوى حاضر

*

وكان انتظار لهذا الهوى

جلوسي على الشاطيء المقفر

وإرسال طرفي يجوب العباب

ويرتد عن أفقه الأسمر

إلى أن أهل الشراع الضحوك

وقالت لك الأمنيات : أنظري

*

أأنكرت حتى هواك اللجوج

وقلبي وأشواقك العارمة

وضللت في وهدة الكبرياء

صداها .. فيا لك من ظالمة

تجنيت حتى حسبت النعاس

ذبولا على الزهرة النائمة

*

أتنسين تحت التماع النجوم

خطانا وأنفاسنا الواجفة

وكيف احتضنا صدى في القلوب

تغني به القبلة الراجفة

صدى لج احتراق الشفاة

وما زال في غيهب العاطفة

*

ورانت على الأعين الوامقات

ظلال من القبلة النائية

تنادي بها رغبة في الشفاة

ويمنعها الشك .. والواشية

فترتج عن ضغطة في اليدين

جكعنا بها الدهر في ثانية

*

شقيقة روحي ألا تذكرين

نداء سيبقى يجوب السنين

وهمس من الأنجم الحالمات

يهز التماعاتها بالرنين

تسلل من فجوة في الستار

إليك وقال ألا تذكرين

*

تعالي فما زال في مقلتي

سنا ماج فيه اتقاد الفؤاد

كما لاح في الجدول المطمئن

خيال اللظى والنجوم البعاد

فلا تزعمي أن هذا جليد

ولا تزعمي أن هذا رماد؟