في ليلة مجنونة الإعصار ، ثائرة مثيرة تتراقص الأشباح فيها خلف نافذتي الصغيرة ألقيت فوق وسادتي آلام روحٍ مثقلٍ مصدومة شاردة أقلب في الظلام كتاب عمري صور ، وأطياف كئيبات ، تلوّن كل سطر فهنا خيال شاحب لم ترحم الدنيا ذبوله هذا خيال طفولة لم تدر ما مرح الطفولة وهنا صباّ عضّت عليه قيود سجنٍ واضطهاد باكٍ ، ذوت أيامه خلف انطواء وانفراد . . وهنا شباب ما يزال يجوس قفراً بعد قفر متحرّق أبدا إلى شيء . . إلى ما لست أدري ! . . تغدوه فوق دخانها متعطشاً يقفو السرابا أحلامه الحيرى معلقّة بأفلاك الغيوم ستظل أحلاماً عطاشى ، تائهات في السديم وهناك عن قمم النزوع ؛ هناك عن قمم الطموح دنيا منىً ، وبروج آمال تهاوت للسفوح . . وتململت بقفار قلبي ، في فراغ توحدّي نفسٌ تسائل نفسها في حيرة وتردّد : لم جئت للدنيا ؟ أجئت لغاية هي فوق ظني ؟ املأت في الدنيا فراغا خافياً في الغيب عني ؟ أيحس هذا الكون نقصاً حينما أخلي مكاني ؟! وأروح لم أخلف ورائي فيه جزءاً من كياني؟! إن كان غيري في وجودهم امتداد للوجود صورٌ ستبقى منهم يحيون فيها من جديد . . فانا سأمضي ، لم أصب هدفاً ولا حققّت غاية ! عمر نهايته خواء فارغ . . مثل البداية ! هذي حياتي ، خيبة وتمزّقٌ يجتاح ذاتي هذي حياتي ، فيم أحياها ؟ وما معنى حياتي؟!
|