سرت وحدي في غربة العمر ، في التيه المعمّى ، تيه الحياة السحيق
|
لا أرى غاية لسيري . . ولا أبصر قصداً يوفي إليه طريقي
|
ملل في صميم روحي ينساب ، وفيض من الظلام الدفوق
|
وأنا في توحّشي ، تنفض الحيرة حولي حولي أشباح رعب محيق
|
سرت وحدي ، في التيه ، لا قلب يهتزُّ صدى خفقه بقلبي الوحيد
|
سرت وحدي ، لا وقع خطو سوى خطوي على المجهل المخوف البعيد
|
لا رفيق ، لا صاحب لا دليل ، غير يأسي ووحدتي وشرودي
|
وجمود الحياة يضفي على عمري طلّ الفناء . . . طل الهمود
|
والتقينا . . لم أدر أي قوىً ساقتك حتى عبرت درب حياتي
|
كيف كان اللقاء ؟ من ذا هدى خطوك ؟ كيف انبعث في طرقاتي
|
لست ادري لكن رأيتك روحاً يوقظ الشوق في مسارب ذاتي
|
ويذرّي الرماد عن روحي الخابي ، ويذكي ناري ، ويحي مواتي
|
حدّقت مقلتاك فيّ ، وآلامي يغشّي ضبابها مقلتيّه
|
لست أدري ما استجلتاه ولا ما رأتا خلف وحدتي الأبديّه . . .
|
غير أني أبصرت روحك تهتّز انعطافاً ، في رقة علويّه
|
وهنا خلتني شعرت بروح الله رفّت من السماء عليّه!
|
وافترقنا ، و بين كفّي رسمٌ
|
لم يزل كلّ زاد روحي المتيّم
|
كم تلمّست عمق عينيك فيه
|
و بعينيّ أدمعٌ تتضرّم ...
|
يا لقلبي ، كم راح بين يديه
|
يهتك الحجب عن هواه المكتّم..
|
أصغ ، تسمع عبر الصحارى صداه
|
يترامى إليك شعراً مرنّم !
|