من وراء الجدران
|
بنته يد الظلم سجناً رهيباً
|
لوأد البريئات أمثاليه
|
وكرّت دهور عليه وما زال يمثل كاللعنة الباقيه
|
وقفت بجدرانه العابسات
|
وقد عفّرت بتراب القرون
|
وصحت بها : يا بنات الظلام
|
ويا بدعه الظلم والظالمين
|
لعنت ؛ احجبي نور حريتي
|
وسدّي عليّ رحاب الفضاء
|
ولكن قلبي هذا المغرّد
|
لن تطفئي فيه روح الغناء
|
فقلبي يد الله صاغته لحناً
|
تدفقّ من عمق نبع الحياه
|
ورغم شموخك يا مجرمات
|
يرنّ على كل أفق صداه
|
لعنت ؛ اختفي كل حلم ينضر قلبي ويغذوه عطراً ونور
|
فأحلام قلبي لن تنتهي
|
ولو حجبته زوايا القبور !
|
وإني وإن أوثقتني لديك
|
بألف وثاق أكفّ الغباء ..
|
فلي من خيالي وفنّي ودنياي ألف جناح وألف سماه
|
ألا كم براعم قلبي نمتها
|
لديك هنا لعنات القدر
|
ذوت تحت أصفادها وانحلت
|
على ذاتها أملأ منتحر
|
كما انحطم الناي واللحن فيه
|
حبيس فما رفّ يوماً بفم
|
كذلك كانت تموت وفيها
|
نشيد الحياة حبيس النغم
|
وكانت تموت وفي قلبها
|
خيال الغدير وصوت الخرير
|
وأنت هنا كالألى شيّدوك
|
أنانيةٌ مات فيك الشعور
|
لعنت ، سواي أمامك تعنو
|
وتخرسها غضبات الطغاه
|
ولكن مثلي ستبقى برغمك
|
بنت الطبيعة ،بنت الحياه!
|
أغني ولو سحقني القيود
|
أغاريد نفسي وأشواقها
|
تبارك لحني أمي الحياة
|
فلحني من عمق أعماقها
|