ها أنا وحدي في ثنايا الجبل
|
كأنني أسطورة تائهة
|
تهمسها الريح بإذن السفوح
|
ها أنا والفضاء حولي غزل
|
والكون عشق ، ورؤى والهه
|
وأنت قلبي وعيني روح
|
يومىء لي نحو غدٍ أخضر
|
يغفو الشذا في دربه المزهر
|
ها انا وحدي ومعي صبوتي
|
ترف في صدري بألفي جناح
|
وانت سر في كياني استتر
|
وكلما هتفت من فرحتي
|
اسأل : ما أنت ؟ سمعت الرياح
|
تقول لي في مثل همس القدر
|
إنك يا حبي نشيد الخلود
|
وإنني صداك عبر الوجود
|
وتعتريني نفضة من شعور
|
بغبطة تملأ أحنائيه
|
كأنها لحن مضيء النغم
|
فأنثني أحفر فوق الصخور
|
إسمك في نشوة إحساسيه
|
وأشبع الأحرف لثماً وشم
|
والفرح الكبير يا حبي
|
تهدر موسيقاه في قلبي
|
وترتمي عيناي في مرتمى
|
أفق بعيد حال ما بيننا
|
وكلما أشخص روحي تراك
|
أحسّ عينيك وما فيهما
|
من وهج يطفر منه السّنى
|
حولي تشعّان بنجوى هواك
|
نارهما السوداء كالصاعقة
|
تنقضّ من نظرتك الحارقة
|
وأرسل ((الآوف)) غناء حنون
|
يسيل من روحي وأوصالي
|
فتنتشي ((بالأوف)) حتى السفوح
|
لحن هوىً ، مرتعشٌ بالحنين
|
سمعته يوماً (( بعيبال)) . .
|
إذ أنت في السفع غريب الجروح !
|
فبات وهو اليوم أغنيتي
|
يحملني اليك في وحدتي
|
هل نلتقي ؟ أواه ؛ هذي أنا
|
سوسنة فتّح أكمامها
|
دفء الهوى والأمل المشرق
|
تلوي بها الريح ، وتبقى هنا
|
تستودع السفوح أحلامها
|
وأنت عطر مسكر يعبق
|
في دمها . . أوّاه هذي أنا
|
وحدي هنا في السفح وحدي هنا !!
|