في الكون المسحور فدوى طوقان

كان نداء إلى نزهة قمرية في النهر

و في حلم من أحلام يقظتها ر؟أت نفسها

هناك

عيناي مغمضتان ترف بعمقها روحي و ترى

تنزاح أمامي الآن حدود

تنهار سدود

أسمع ، أبصر ما ليس يرى

أحيا في كون مسحور

و قرارة منتصف الليل

تنشر حولي

من عالميلا اللامنظور

أمواج عبير منهل

الأرض القفر تلاشت . ألمح في الصمت خيال ضفاف

النخل على الشط الغافي

تومي لي أذرعه الخضر

ألمح في الصمت خيال النهر جرى غيبي الاطياف

يتدفق من عمق الأزل

و هناك على شط النهر

تتغامر أضواء القمر

و تراقص في لحن غزل

أحلام النهر الهفهاف

النهر ، يلوِح لي النهر

رفات شراع تدعوني

عاشقة الهمس و تفتح لي

أبواب الغبطة و الأمل

أنا في الزورق روح طاف

في زورقه معه وحدي

و يدي راعشة غائبت

في الغاب الوحشي الجعد

الكون تجمع في عينين

روحي غارقة في نجمين

عبرت فترة

ينساب ، يرف صدى نبره

نبرة صوت حلوٍ عذب

منغوم يشربه قلبي :

ـ . ما الذي تشتفه عيناك من عيني ، ماذا تبصرين ؟

ـ . ما الذي أبصر في عينيك ، ماذا ، لست أدري

علمي المفقود ؟ دنياوات أحلامي و شعري ؟

ما الذي أبصر ؟ آفاقاً و أغواراً سحيقة

و بحاراً غرقت فيها موات عميقة

و بعينيك شموس تتحرق

و بعينك نجوم تتألق

و غموض مد كالمجهول ، كالغيب الخفي

و سحاب غط ّ في ليل شتائي دجيّ

هو من إعصار ماضيك بقايا

ذكريات دفنت فيها خطايا

و أرى ذاتي في عينيك زورق

تائه الغاية في لجّهما يطفو و يغرق

فقد الشط ، و في غمرة شبك و صراع

حطمت مجدافه الريح وألوت بالشراع

. . . . . . . . . . .