سألتكِ يا صخرةَ الملتقى
|
متى يجمع الدهرُ ما فرَّقا!
|
يا صخرة جمعت مهجتين
|
أفاءا إلي حسنها المنتقي
|
إذا الدهر لج بأقداره
|
أجدا علي ظهرها الموثقا
|
قرأنا عليك كتاب الحياة
|
وفض الهوي سرها المغلقا
|
نري الشمس ذائبة في العباب
|
وننتظر البدر في المرتقي
|
إذا نشر الغربُ أثوابَه
|
وأطلق في النفس ما أطلقا
|
نقول هل الشمس قد خضبته
|
وخلت به دمها المهرقا
|
أم الغرب كالقلب دامي الجراح
|
له طلبةعز أن تلحقا
|
فيا صورة في نواحي السحاب
|
رأينا بها همنا المغرقا
|
لنا الله من صورة في الضمير
|
يراهاالفتي كلما أطرقا
|
يرى صورة الجرح طي الفؤاد
|
مازال ملتهبا محرقا
|
ويأبي الوفاء عليه إندمالا
|
ويأبي التذكر أن يشفقا
|
ويا صخرة العهد أبت أليك
|
وقد مزق الشمل ما مزقا
|
أريك مشيبَ الفؤادِ الشهيدِ
|
والشيبُ ما كلَّل المفرِقا
|
شكا أسره في حبال الهوي
|
وود علي الله أن يعتقا
|
فلما قضي الحظ فك الأسير
|
حن إلي أسره مطلقا
|