نظمها بلسان أرغمها ذووها على الاقتران برجل طاعن في العمر
|
--------------------
|
لي بعل ظنّه الناس أبي
|
صدّقوني أنه غير أبي
|
واعدلوا عن لوم من لو مزجت
|
ما بها بالماء لم يُستعذبِ
|
ربّ لوم لم يفد إلا العنا
|
كم سهام سدّدت لم تصب؟
|
يشتكي المرء لمن يرثي له
|
ربّ شكوى خفّفت من نصب
|
...
|
زعموا أن الغواني لِعَبٌ
|
إنما اللعبة طبعا للصبي
|
وأنا ما زلت في شرخ الصّبا
|
فلماذا فَرّطَ الأهلونَ بي؟
|
ليَ قَدٌّ وجمالٌ يزدري
|
ذاك بالغُصنِ وذا بالكَوْكَبِ
|
قد جرى حبّ العُلى مجرى دمي
|
فهي سُوّلي والوفا من مشربي
|
أنا لو يعلم أهلي درّة
|
ظُلمت في البيع كالمخشلبِ
|
أخدوا الدينار مني بدلا
|
أتراني سلعة للمكسبِ؟
|
لا، ولكن راعهم عصر به
|
ساد في الفتيان حبّ الذّهبِ
|
ليس للآداب قدرٌ بينهم
|
آه لو كان نضارا أدبي!
|
حسبوني حين لازمت البكا
|
طفلة أجهل ما يدري أبي
|
ثمّ بالغول أبي هدّدني
|
أين من غول المنايا مهربي؟
|
أشيب لو أنّه يخشى الدّجى
|
شابَ ذعراً منه رأس الغيهب
|
ليت ما بيني وبين النوم من
|
فرقةٍ بيني وبين الأشيبِ
|
يا له فظا كثير الحزن لا
|
يعرف الأنس قليل الطّربِ
|
يُخضِبُ الشّعر ولكن عبثا
|
ليس تَخفى لغة المستغربِ
|
قل لأهل الأرض لا تخشوا الرّدى
|
إنّه مشتغل في طلبي
|
ولمن يعجب من بغضي له
|
أيها الجاهل أمري اتّئب
|
إنما الغصن إذا هبّ الهوا
|
مال للأغصان لا للحطبِ
|
وإذا المرء قضى عصر الصّبا
|
صار أولى بالرّدى من مذهبي
|