الناسكة إيليا أبو ماضي

أبصرت في الحبل قبيل المغيب

سنبلة في سفح ذاك الكئيب

حانية مطرقة الرأس كأنما تسجد للشمس

أو أنها تتلو صلاة المساء

***

فملت عن راهبة الحقل

وسرت لا ألوي على ضلّي

ألتقط الحب وأذريه وتارة في النار ألقيه

مستخرجا منه لجسمي غذاء

***

قد غابت الشمس وراء القمم

وسكت الطير الذي لم ينم

لكنّ ناري لم تزل ترعج ولم ازل آكل ما تنضج

يا حبذا النار ونعم الشواء

***

وأنني في مرحي والدّد

أذ صاح بي صوت بلا موعد

ما الحبّ، يا هذا، ولا السنبل ما تأكل النار وما تأكل

وأنما أسلافك الأصفياء

***

لا بشر، لا طائر ماثل

يا عجبا‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!نطق ولا قائل

من أين جاء الصوت؟ لا أدري لكنّما ناسكةالبرّ

قد رفعت هامتها للعلاء