نسيمات نجد هل تحملت من نجد
|
إلي سوى حر الصبابة والوجد
|
وهل فيك للعاني الشجي تعلة
|
سوى الشوق والتذكار والدمع والسهد
|
يعيد ويبدي الحب عندي شجونه
|
فوا حرباً مما يعيد وما يبدي
|
مللت الليالي ساهراً ومللنني
|
فلا عندها نومي ولا صبحها عندي
|
وألقى علي السقم سابغ برده
|
فليم يبق من جسمي سوى ذلك البرد
|
فيا نفس هل من عاشق نال قبلنا
|
نصيباً ولو كالكحل في الأعين الرمد
|
ويا شوق هل حد ويا سقم هل شفا
|
ويا صبر هل تدنو ويا دمع هل تجدي
|
ويا حب لم يصحبك مثل حشاشتي
|
فلا عاشق قبلي ولا عاشق بعدي
|
وما قاتلي إلا العيون فإنها
|
رمتني فلم تخطيء ولم ترم عن عمد
|
وكان الهوى في مهجتي قبل لحظها
|
كميناً كمون النار في الحجر الصلد
|
لقد طبعت هذي القلوب على الهوى
|
ولست أحاشي صاحب النسك والزهد
|
وارشد أهل الحب من عشق العلى
|
فرقته منها ذروه العز والمجد
|
ومن هام في كسب المحامد أنها
|
حياة المعالي بعد منتجع اللحد
|
هوى شف مولانا الوزير من الصبى
|
فلم يشتغل عنه بخصر ولا نهد
|
همام على لبنان قام فخيمت
|
مهابته العظمى على الغور والنجد
|
هو الغيث قد سألت عليه بنانه
|
فانبتن فيه طيب الكشر والحمد
|
جميل صفات لوحكتها رياضه
|
لما فضلتها في البها جنة الخلد
|
أجل رجال الحزم رأيا وحكمة
|
وارشد أهل الحكم في الحل والعقد
|
تقلد من بيض الصوارم مرهفاً
|
بغزم يديه كاد يقطع في الغمد
|
يؤدب طغيان العصاة بعد له
|
فتى لم يجد من طاعة الله من بد
|
ويرهقه دمع الكسير إذا همى
|
فتى لم يرع احشاءه الصارم الهندي
|
مهابته تغني عن السيف في الوغى
|
وهمته تغني عن الخيل والجند
|
إذا ارعدت غبر الخطوب وزمجرت
|
تخيل بشرى الفوز من ذلك الرعد
|
رأيناه بدراً في السرير قد استوى
|
وليثا على متن المضمرة الجرد
|
وبحراً خصماً في المجالس فائضاً
|
من الحكمة الغراء بالجوهر الفرد
|
وطوداً على أطراف لبنان مشرفاً
|
بظل على تلك السباسب ممتد
|
تباشر سهل الأرض والحزن عندما
|
أتى بحلول الخصب والزمن الرغد
|
وبشرت السمع العيون فحدثت
|
بما لم يغد نطق الرواة على بعد
|
وما جحد الراوون فضل صفاته
|
ولكن لعمري أنها غاية الجهد
|