عيد به للهنا والبشر تجديد
|
وللبشائر في الآفاق ترديد
|
تحققت فيه آمال الألي درجوا
|
قدماً وقد سعدت فيه المواليد
|
فافتر آدم بعد النوح مبتسماً
|
واهتز تحت حجاب الرمس داود
|
هذا الذي ألمعت في الكتب صادقة
|
إليه من أول الدهر المواعيد
|
في الأرض سر خلاص طاب عنصره
|
وفي السماوات تسبيح وتمجيد
|
إليك نهدي التهاني فيه خالصة
|
يا من به كل يوم عندنا عيد
|
أنت الذي قام فينا بعد صاحبه
|
يسمو به لمباني الدين تشييد
|
عليك من نوره تاج وقد دفعت
|
إليك من يده العليا المقاليد
|
ترعى رعيته في الأرض محترساً
|
من أن يلم بها في القفر تبديد
|
سارت بهديك لا تخشى بصائرها
|
تيهاً إذا اتسعت في وجهها البيد
|
أوردتها الخير في الدارين حيث غدت
|
وحظها بك في الحالين مسعود
|
لقد فتحت لها سبل الرشاد فما
|
يفوتها منك تسديد وتأييد
|
فذي المدارس في الأمصار شاهدة
|
وفصلك الجم في الأقطار مشهود
|
نالت بسعيك تشييداً وما برحت
|
لها بسعيك إنماء وتوطيد
|
فاسلم ودم وليدم فيك الثنا أبداً
|
له على صفحات الدهر تخليد
|
وأقبل تهانيء قوم في ذراك سموا
|
وحظهم بك في الأقوام محسود
|
لا زلت تستقبل الأعياد باسمة
|
دهراً وجدك بالأقبال معقود
|
فكلما مر عيد جاء يردفه
|
عيد به للهنا والبشر تجديد
|