دع عنك ذكر المنحنى وزرود
|
ومسارح الآرام وسط البيد
|
واترك حداة العيس واقفة على
|
طلل الأحبة بالنياق القود
|
تدعو رسوم ديارهم ويشوقها
|
نظر المرابض والأثافي السود
|
ويروعها صوت الغراب وقد دعا
|
فقضى بوشك البين والتبديد
|
عهد طوى مر الزمان قديمة
|
والدهر مفتون بكل جديد
|
تتناسخ الأطوار فيه وينسخ المشهود
|
منها أرسم المعهود
|
سل مشرق الغبراء عما فاته
|
من حسن طالع غربها المسعود
|
أرض لقد خفقت بيارق مجدها
|
في الخافقين على الفضا الممدود
|
بهرت عقول العالمين بما أرت
|
من كل فضل في الورى مشهود
|
هرمت بمن سبقوا العصور وجئنها
|
بعد المشيب بنضرة الأملود
|
أحيت تلاد الأولين وفوقه
|
قد جاء طارفها بألف تليد
|
وأصاب نجم الشرق فيها مطلقاً
|
فيه استبعاد سناه بعد خمود
|
وتجددت آثار من سلفوا وقد
|
درجوا وفازت بعدهم بخلود
|
جهد لعمري لو أصاب رميمهم
|
يوماً لعاشوا في الثرى الملحود
|
الله أكبر تلك همة مالك
|
وسع الأنام بفضله المحمود
|
أبدا لنا وأعاد كل عظيمة
|
فله الفدى من مبدىء ومعيد
|
ملك أحلته أسوج وذكره
|
يطوى من الآفاق كل بعيد
|
ضم الصفائح والصحائف في يد
|
ضمت من الأخطار كل مجيد
|
فأصاب في الأملاك أشهر موضع
|
وغدا لأهل العلم خير عميد
|
وغدا يساق له الثثاء مبارياً
|
من كل قطر عدو كل بريد
|
يا كوكب القطب الشهير ومن غدا
|
قطب العظائم والعلى والجود
|
هذا شعاعك بات يهدى ضوءه
|
تحت الدجنة طرف كل شريد
|
ولقد سنت لكل فضل منهجاً
|
بك أهله تأتم هدى رشيد
|
ورفعت بند العلم فاحتشدت له العلماء
|
تحت لوائك المعقود
|
نزلوا على كنف كريم عنده
|
نعموا بظل من نداك مديد
|
وأنلتهم شرفاً به حمدوا الذي
|
ألفوه من نصب ومن تسهيد
|
وتعرفت فيك العلوم بأنها
|
فخر لكل مسود ومسود
|
ولقد كساني حسن رأيك حلة
|
غضت محاسنها عيون حسودي
|
قلدتني فخراً غدا لي حجة
|
فتناولوا البرهان من تقليدي
|
رسم رأيت به جلالك مائلاً
|
فنكصت بين مهابة وسجود
|
شرف لصدري وهو أرفع منزلاً
|
من أن يحل بلبة أو جيد
|
فلك الثناء على مدحة منعم
|
ما إن يقابل فضله بجهود
|
قصرت في مدحك حتى تاح لي
|
قدر الوفا فنشطت بعد قعودي
|
ورأيت وجهك في أجل مصور
|
رسمتك فيه حكمة المعبود
|
فرع لدوحتك الشريفة قد أتى
|
من عزك المرفوع تحت بنود
|
وريان تقدمه السعود إذا مشى
|
ريحف من ملأ السماء بجنود
|
شخصت لموكبه العيون فأبصرت
|
بدراً تألق في غمام وفود
|
ولقد أقول لثغر بيروت أبتسم
|
بلقاء أبناء الملوك الصيد
|
وأفاك من طربت لمقدمة ربى
|
لبنان فاتشحت ببيض برود
|
هذا ابن أسكار العظيم قد انجلت
|
بالسعد غرة نجمة المرصود
|
نعشت بشائره المنى فتهلك
|
قبل اللقاء بوفده الموعود
|
وافي فحياه سهيل ورفرف النسر
|
المجيد مصفقاً في العود
|
هو صفوة الشرف العريق مسلسلاً
|
من عهد آباء له وجدود
|
يبدو جلال الملك فيه ممثلاً
|
كتمثل الصهباء في العنقود
|
ألف المعالي ناشئاً في حجرها
|
فوفى لها بأواصر وعهود
|
وجرى على آثار أكرم والد
|
أضحى بنوه فخر كل وليد
|
بيت لقد ورفت جوانب ظله
|
ورنا على ركن أشم وطيد
|
بذلك لسؤدده القلوب ودادها
|
طوعاً ونال قياد كل مريد
|
وإليك يا تاج الكرام عقيلة
|
وقفت بعالي بابك المقصود
|
خجلت لتقصيري لديك وفاخرت
|
بثناك عقد اللؤلؤ المنضود
|
عز الوفاء على الضعيف وأين من
|
طور المعالي منك طور نشيدي
|
فإذا عذرت ففي أناتك مذهب
|
وإذا اعتذرت فمبلغ المجهود
|