كل الأمر من الذي ملك الأمرا
|
وصابر عليه ما استطعت له صبرا
|
على مثل ما تشكو الحياة وإنما
|
أرى جزع المكروب كربته الأخرى
|
وأجمل بالمرء التجمل أنه
|
إذا عافه طوعاً تكلفه جبرا
|
هو الدهر لا يبقى على شطر حالة
|
فبرء يلي سقماً ويسر يلي عسرا
|
وأن قصارى كل ضيق وأن يطل
|
إلى فرج يدعو الكئيب لك البشرى
|
إذا ما عدمنا طلعة البدر ليلة
|
فلا بد بعد الليل أن ندرك الفجرا
|
يمحص هذا الدهر صبر رجاله
|
فيوسعهم سبكاً ليخلصهم تبرا
|
وأن الظبي تلقي على الصقل شدة
|
فتخرد بعد الصقل ضاحكة بشرا
|
فديتك يا من بات يشكو من الضبي
|
وبي ما به مما طوت كبدي الحرى
|
ومن عاده قلبي الكليم وإنما
|
أحب لعيني أن تحيط به خبرا
|
إذا طال مكث الداء عندك مدة
|
فصبرك قد ألقى على طوله قصرا
|
وإن عبثت يوماً بجسمك علة
|
فما عبثت بالعرض والشيمة الغرا
|
أجلك أن أدعوك بحراً لأنني
|
أرى أضعف الأنفاس قد حرك البحرا
|
عهدتك ممن لا تروع عظيمة
|
حشاه ولا يخشى لنائبة شرا
|
ومن ذاق طعمي حالتيه فلم يكن
|
ليحفل للأيام خلا ولا خمرا
|
ومن صحب الأخطار حتى غدا لها
|
أليفاً فما تلقى على قلبه ذعرا
|
إليك سلام راح باسمك عاطراً
|
يطارح في البيداء من عرفه العطرا
|
سلام يؤدي من شبح كلما انتهى
|
إليك سلام منه أتبعه عشرا
|