غرفة الشاعر علي محمود طه

أيّها الشاعر الكئيب مضى اللّيـ

ـل و مازلت غارقا في شجونك

مسلما رأسك الحزين إلى الفكـ

ـر و للسّهد ذابلات جفونك

و يد تمسك اليراع و أخرى

في ارتعاش تمرّ فوق جبينك

وفمّ ناضب به حرّ أنفا

سك يطغى على ضعيف أنينك

لست تصغي لقاصف الرّعد في اللّيـ

ـل و لا يزدهيك في الإبراق

قد تمشّى خلال غرفتك الصّمـ

ـت و دبّ السّكون في الأعماق

غير هذا السّراج في ضوئه الشّا

حب يهفو عليك من إشفاق

و بقايا النّيران في الموقد الذّا

بل تبكي الحياة في الأرماق

***

أنت أذبلت بالأسى قلبك الغضّ

و حطّمت من رقيق كيانك

آه يا شاعري لقد نصل اللّيـ

ـل و مازلت سادرا في مكانك

ليس يحنو الدّجى عليك ولا يأ

سى لتلك الدموع في أجفانك

ما وراء السّهاد في ليلك الدّا

جي و هلاّ فرغت من أحزانك؟

***

فقم الآن من مكانك و اغنم

في الكلاى غطّة الخليّ الطروب

و التمس في الفراش دفئا ينسّـ

ـك نهار الأسى و ليل الخطوب

لست تجزي من الحياة بما حمّـ

ـلت فيها من الضّنى و الشّحوب

إنّها للمجون و الختل و الزيـ

ـف و ليست للشّاعر الموهوب!