شاع في جوّه الخيال و رفّ الـ
|
ـحسن و السّحر و الهوى و المراح
|
ونسيم معطّر خفقت في
|
ـه قلوب ، ورفرفت أرواح
|
و منى كلهنّ أجنحة تهـ
|
ـفو و دنيا بها يدفّ جناح
|
و من الزّهر حولها حلقات
|
طاب منها الشّذا و رقّ النّفاح
|
حملت كل باقة دمع مفتو
|
ن كما تحمل الندى الأدواح
|
و هي في ميعة الصبا يزدهيها
|
ضحك لا تملّه و مزاح
|
و غناء كأنّ قمرية سكـ
|
ـرى بألحانها تشيع الراح
|
أخلصت ودّها المرايا فراحت
|
تتملّى فتشرق الأوضاح
|
كشفت عن جمالها كلّ خاف
|
و أباحت لهنّ ما لا يباح
|
معبد للجمال، و السحر ، و الفتـ
|
ـنة يغدى لقدسه و يراح
|
نام في بابه العزيز كيوبيـ
|
ـد و لكن في كفّه المفتاح
|
إن ينم فالحياة شدو و لهو
|
أو ينبّه فأدمع و جراح
|
دخلت بي إليه ذات مساء
|
حيث لا ضجّة و لا أشباح
|
لم نكن قبل بالرفيقين لكن
|
هي دنيا تتيح ما لا يتاح
|
و جلسنا يهفو السّكون علينا
|
و يرينا وجوهنا المصباح
|
هتفت بي : تراك من أنت يا صا
|
ح؟ فقلت المعذّب الملتاح
|
شاعر الحبّ و الجمال : فقالت ما عليه إذا أحبّ جناح
|
و احتوى رأسي الحزين ذراعا
|
ها ، و مرّت على جبيني راح
|
و رأت صفرة الأسى في شفاه
|
أحرقتها الأنفاس و الأقداح
|
فمضت في عتابها: فكيف لم ند
|
ر بما برّحت به الأتراح؟
|
إن أسأنا إليك فاليوم يجزيـ
|
ـك بما ذقته رضّى و سماح
|
و لك اللّيلة التي جمعتنا
|
فاغتنمها حتى يلوح الصّباح!!
|
***
|
قلت حسبي من الّربيع شذاه
|
و لعينيّ زهره اللمّاح
|
نحن طير الخيال و الحسن روض
|
كلّنا فيه بلبل صدّاح
|
فنيت في هواه منّا قلوب
|
و أصابت خلودها الأرواح!!
|