على الصّخرة البيضاء ظلّلني الدّجى
|
أسرّ إلى الوادي نجيّة شاعر
|
سمعت هدير البحر حولي فهاج بي
|
خوالج قلب مزبد اللّج هادر
|
وقفت أشيع الفكر فيها كأنّما
|
إلى الشّاطئ المجهول يسبح خاطري
|
و قد نشر الغرب الحزين ظلاله
|
على ثبج الأمواج شعث الغدائر
|
من خلفها تبدو النّخيل كأنّها
|
خيالات جنّ أو ظلال مساحر
|
ألا ما لهذا البحر غضبان مثلما
|
تنفس فيه الرّيح عن صدر ثائر
|
لقد غمر الأكواخ فوق صخوره
|
ولجّ بها في موجه المتزائر
|
و أنحى عن قطّانها غير مشفق
|
بهم أو مجيل فيهمو عين باصر
|
و مالي كأنّي أبصر اللّيل فوقه
|
يرفّ كطيف في السّماوات حائر
|
ألا أين صيّادوه فوق ضفافه
|
يهيمون في خلجانه و الجزائر
|
و بحّارة الوادي تلفّع بالدّجى
|
و تنشد ألحان الرّبيع المباكر
|
لقد غرقوا في إثر أكواخهم به
|
و ما لمسوا من حكمه عفو قادر
|
و سجّاهم باليمّ زاخر موجه
|
و أنزلهم منه فسيح المقابر
|
أصخ أيّها الوادي ! أما منك صرخة
|
يدوّي صداها في عميق السّرائر !؟
|
أتعلم سرّ اللّيل ؟ أم أنت جاهل ؟
|
بلى إنّه يا بحر ليل المقادر !!
|