بعزمك لذ إذا عز النصير
|
ولا يعبث بهمتك الفتور
|
وأسهر في ظلام الخطب جفناً
|
له من فكره قمر منير
|
ولا تكل الأمور إلى بنان
|
تكون لغيرها تلك الأمور
|
فأصدق من سعى لك أنت فيما
|
تحاوله وأنت به الجدير
|
وقد تلقى الأمور إلى غيور
|
ولكن ربما سئم الغيور
|
أتم مناك ما تسعى إليه
|
بنفسك عامداً لا تستعير
|
تناولت البدور ضياء شمس
|
فلم تستغن بالشمس البدور
|
ولسنا الجاحدين لفضل قوم
|
لهم ما بيننا فضل شهير
|
رجال أحسنوا صنعاً ولكن
|
بما في البيت صاحبه الخبير
|
بني أمي أفيقوا من سبات
|
لطول زمانه سئم السرير
|
إذا مضت الحياة على رقاد
|
تشابهت المضاجع والقبور
|
معاذ الله من أمر عظيم
|
بغي إدراكه هم صغير
|
فإن الأمر حيث غدا خطيراً
|
يرام ازاءه الجهد الخطير
|
فقم بالأمر عن قلب سليم
|
يعاضد صدقه العزم الجسور
|
ولا تذهب بك الأهواء يوماً
|
فراكب سبلها غاو عثور
|
أرانا باللسان قد اشتبهنا
|
وما يجدي إذا اختلف الضمير
|
لكل الطير أجنحة وريش
|
ولكن بينها ما لا يطير
|
وأن الحق بين الناس شمس
|
على أفق العقول لها ظهور
|
فمنه لأكبد الجهلاء نار
|
ومنه لأعين العقلاء نور
|
فهبوا بالتعاضد يا لقومي
|
ليحسن من عواقبنا المصير
|
ونظفر بعد طول عنا وجهد
|
بما سلبته أيدينا الدهور
|
ونرفع للحضارة كل صرح
|
تمر به السحائب إذ تسير
|
ألسنا من سلالة من تحلت
|
بذكرهم الصحائف والعصور
|
وأبدوا في المعارف كل شمس
|
يزان بحسن بهجتها الأثير
|
لنقف سبيلهم ونجد دهراً
|
بعزم لا يمل ولا يخور
|
ولا نفخر بمجدهم قديماً
|
فذلك عندنا عار كبير
|
أينشيء من تقدمنا المعالي
|
فإن بلغت أيادينا تبور
|
كأني بالبلاد تنوح حزناً
|
وقد أودى ببهجتها الثبور
|
يحن الأرز في لبنان شجواً
|
وتندب بعد ذاك المجد صور
|
وتدمر في دمار مستمر
|
وما سكانها إلا النسور
|
وأضحت بعلبك وليس فيها
|
سوى خرب لعزتها تشير
|
تهاجمها الحوادث كل يوم
|
كما هجمت على الرخم الصقور
|
فلو درت البلاد بما عراها
|
لكادت من تلهفها تمور
|
فيا لله من حدث مريب
|
به تشجى المآقي والصدور
|
ولذة أعين نامت ولكن
|
سيعقب نومها دمع حرير
|
بكم وبسعيكم تبني المعالي
|
وينمي روضها الزاهي النضير
|
فأنتم أهل نجدتها وإلا
|
فليس لها بغيركم ظهير
|
وظل الدولة العظمى علينا
|
بادراك النجاح لنا بشير
|
فذلك فوق دوح العدل غيث
|
وذلك حول روض العلم سور
|