رقص الهزار على الغصون الميس
|
لما جرى في الروض ساقي الأكؤس
|
وشدا فصفقت الجداول بهجة
|
وتنبهت طرباً عيون النرجس
|
وأطلت الأزهار من أكمامها
|
تفتر عن درر الحيا المتبجس
|
ألقى عليها الصبح بيض رياطه
|
فطلعن بين مورد ومورس
|
وسرى النسيم على جوانبها وقد
|
حيا فحيته بخفض الأرؤس
|
وحبته طيب شذا كأن أريحه
|
من مدح ذي الشرف السني الأقدس
|
السيد الراعي الذي في ظله
|
وجدت خراف الله أمنع محرس
|
هو بطرس الحبر المعظم من نفي
|
إيمان بطرس عنه عثرة بطرس
|
طهرت وبرت منه نفس حرة
|
بشوائب الأيام لم تتدنس
|
متزمل بالطيلسان ودونه
|
يبدو من التقوى بأبهى ملبس
|
لم تأخذ الغفلات منه مقلة
|
سهرت لتنبيه العيون النعس
|
هذا إناء الحكمة البر الذي
|
بيهاء أنوار المهيمن قد كسي
|
بحر تدفق بالزلال وجاءنا
|
بأجل من در البحار وأنفس
|
ذرب النهي برزت أهله فكره
|
فرمى خطوب الدهر عن مثل القسي
|
ماضي البراعة حين نكس رأسها
|
عنت الصعاب لها برأس منكس
|
يجلو الحقائق من ستور خفائها
|
كالصبح ينزع من قتام الحندس
|
وإذا تصدر قائلاً في مجلس
|
ألفيت قساً ضمن ذاك المجلس
|
وإذا ارتقى فوق المنابر خشعت
|
كلماته قلب الجماد الأملس
|
وهديته كلما لقد يمنتها
|
بمقام محراب لديه مقدس
|
لا زال يزدان الثناء بذكره
|
مثل الطراز يزين ثوب السندس
|