طال انتظارك في الظّلام و لم تزل
|
عيناي ترقب كلّ طيف عابر
|
و يطير سمعي صوب كلّ مرنّة
|
في الأفق تخفق عن جناحيّ طائر
|
و ترفّ روحي فوق أنفاس الرّبا
|
فلعلها نفس الحبيب الزّائر
|
و يجفّ قلبي إثر كل شعاعة
|
في اللّيل تومض عن شهاب غائر
|
فلعلّ من لمحات ثغرك بارق
|
و لعله وضح الجبين النّاضر
|
ليل من الأوهام طال سهاده
|
بين الجوى المضني و هجس الخاطر
|
حتى إذا هتفت بمقدمك المنى
|
و أصخت أسترعي انتباهة حائر
|
و سرى النّسيم من الخمائل و الرّبى
|
نشوان يعبق من شذاك العاطر
|
و ترنم الوادي بسلسل مائه
|
و تلت حمائمه نشيد الصّافر
|
و أطلّت الأزهار من ورقاتها
|
حيرى تعجّب للربيع الباكر
|
و جرى شعاع البدر حولك راقصا
|
طربا على المرج النّضير الزّاهر
|
و تجلّت الدّنيا كأبهج ما رأت
|
عين و صوّرها خيال الشّاعر
|
و مضت تكذّبني الظّنون فأنثني
|
متسمّعا دقات قلبي الثائر
|
أقبلت بالبسمات تملأ خاطري
|
سحرا و أملأ من جمالك ناظري
|
و أظلّنا الصّمت الرّهيب و نحن في
|
شك من الدّنيا و حلم ساحر
|
حتّى إذا حان الرّحيل هتفت بي
|
فوقفت و استبقت خطاك نواظري
|
و صرخت باللّيل المودع باكيا
|
و يداك تمسك بي و أنت مغادري
|
يا ليتنا لم نصح منك و ليتها
|
ما أعجلتك رحى الزّمان الدّائر
|
***
|
و لقد أتت بعد اللّيالي و انقضت
|
و كأنها الدّهر لم نتزاور
|
بدّلت من عطف لديك ورقة
|
بحنين مهجور و قسوة هاجر
|
و كأنني ما كنت إلفك في الصّبا
|
يوما و لا كنت في الحياة مشاطري
|
و نسيت أنت و ما نسيت أنني
|
لأعيش بالذكرى...لعلك ذاكري !!!
|