عودة المحارب علي محمود طه

أرقصي يا نجوم في اللّيل حولي

و اتبعي يا جبال في الأرض ظلّي

و اصدحي يا جنادل النهر تحتي

بأناشيد مائك المنهلّ

و ارفعي يا ربى إليّ و ادني

زهرات من عشبك المخضلّ

ضمّخي من عبيرها و نداها

قدما لم تطأك يوما بذلّ

هزأت بالجراح من مخلب اللّيـ

ـث و أنياب كلّ أفعى وصلّ

و احملي يا رياح صوتي إلى الوا

دي و ضجّي بكلّ حزن و سهل

و انسمي بالغرام يا نسمة اللّيـ

ـل و كوني إلى الأحبة رسلي

إنّ في حومة القبيلة نارا

ضوّأت لي على مضارب أهلي

رقصت حولها الصّبايا و غنّت

بأغاني شبابها المستهلّ

صوت أفريقيا و وحي صباها

و نداء القرون بعدي و قبلي

باسمها الخالد امتشقت حسامي

بيد تخفض الحظوظ و تعلي

و شربت الحميم من كلّ شمس

نارها تنضج الصّخور و تبلي

و قهرت الحياة حتّى كأنّي

قدر ، تكتب الحتوف ، و أملي

يا عذارى القبيل أنتنّ للمجـ

ـد على عفة صواحب بذل

حسب روحي الظّامي و حسب جراحي

رشفة من عيونكنّ النّجل

و ابتساماتكن فوق شفاه

بمعاني الحياة كم أومأت لي

حين ألقى زوجي على باب كوخي

و أناغي على ذراعيّ طفلي

و أنام اللّيل القصير لأجلو

صارمي في سنى الصّباح المطلّ