أمنازل الأحباب ما فعل الألى
|
كنا عهدناهم بربعك أولا
|
وعلام تنزلك الركاب طلائحاً
|
أترى تصادف للتقية منزلا
|
ما تصلحين لغير وقفة عاشق
|
يدعو فيرجع خاشعاً متذللا
|
لله دمعي في حماك وصبوتي
|
أرأيت قبلي نائحاً متغزلا
|
وخفوق قلبي بالشجون فهل ترى
|
يبغي لحاق الحي حيث تحملا
|
هيهات دون الراحلين مفاوز
|
يمسي بها طرف القطاة مضللا
|
وعلى الهوادج كل سيف لامع
|
أترى يحاول بينها متخللا
|
الله أكبر يا نياق تركتني
|
بالشوق أحير منك في تلك الفلا
|
خلفت لي ما تشتهين قليلة
|
من ماء دمع لا يزال مسلسلا
|
أبداً أحن ولا حنينك هائماً
|
أسقي المرابع دمعي المسترسلا
|
حالت ليالينا فبدل طيبها
|
شجوا وشأن الدهر أن يتبدلا
|
وأرتني الأحداث كل غريبة
|
تركت قذالي كالثغامة أشعلا
|
ونبذت صبري في الخطوب فزدنني
|
نصباً فألفيت التصبر أجملا
|
محن أرقت بها فلم أنفك في
|
ليل من الغمرات أدهم أليلا
|
حتى تجلى وجه صبحي فانجلى
|
وجه الأماني مشرقاً متهللا
|
وتساقطت شهب النحوس أو أفلاً
|
لما رأين الليل أدبر مجفلا
|
أحبب بطلعته وشمس خلافة
|
بعثت به فأنار أجفان الملا
|
سطعت أشعته وطيب ثنائه
|
فهناك نور فوق نور يجتلى
|
هذا وزير الملك ذو الشرف الذي
|
يزري الثريا والسماك الأعزلا
|
أمضى من السهم المذلق نظرة
|
في كل مشكلة وأفتك مقتلا
|
وأسد من عرك الأمور تصرفاً
|
في حين لا يجد اللبيب معولا
|
ولي البلاد فكان فيها عدله
|
ظلاً وكان الأمن فيها منهلا
|
أبداً يراعيها بطرف ساهر
|
حلف الحفاظ عليه أن لا يغفلا
|
فصل الخطاب إذا قضى وإذا انبرى
|
يحكي بهمته القضاء المنزلا
|
وإذا يقوى تناثرت من لفظه
|
درر تقلدها المعاصم والطلى
|
تهوي النفوس عليه من الطافه
|
فتردها عنه المهابة والعلى
|
وتشاهد الأسياف من آرائه
|
ما لو تعمد حدها لتفللا
|
يا زائراً بيروت قد أوليتها
|
فضلاً يحق له التذكر والولا
|
حارت فما تدري اتفخر عزة
|
بك أم تؤاخذ بالقصور فتخجلا
|
حظ أصاتبه لديك وهكذا
|
ما زال دأبك في الورى أن تعدلا
|
فاضت بك البركات بين ربوعنا
|
حتى تجاوز فيضهن المأملا
|
أجرت علينا عارضاً مستقبلاً
|
لاقي بفضلك عارضاً مستقبلاً
|
وكسا مرابعنا الربيع مطارفاً
|
فلبستها لما رأينك مقبلا
|
وتبسمت تلك الزهور فكلها
|
بالدر لاح مقلدا ومكللا
|
فحكت ثناك وذي عجالة قاصر
|
لو راح يقضى دهره لاستعجلا
|
حاولت أن أثني عليك فخانني
|
قلم أراه غدا بكفى مغزلا
|
فرايت مدحك لا تفيه عبارة
|
ورأيت مدح الأكثرين تمحلا
|
وعذلت تقصيري بوصفك عاجزاً
|
وعلمته فعذرتني متفضلا
|
ولعل عجزي في مديحك ناطق
|
عني بأفصح من ثناي وأطولا
|
والصبح أوضح من مقالة قائل
|
لاح الصباح إذا تألق وانجلى
|