خاننا فيك حادث الأيام
|
فاحتكمنا إلى الدموع السجام
|
تلك أوفي في النازلات وأن لم
|
تك أشفى للوعة وأوام
|
وقليل من بعد مصرعك الدمع
|
ولو سأل من جفون الغمام
|
ولعمري ليس البكاء بمغن
|
من فوات قد عد في الأحلام
|
إنما تلك سنة للمآقي
|
سنها العجز في الخطوب العظام
|
جل خطب نفر منه لخطب
|
وسقام نطبه بسقام
|
قدر أنفع السلاحين فيا الصبر
|
واليأس غاية الأقدام
|
أن للدهر في الحوادث شأناً
|
غير شأن البكاء والأبتسام
|
والشقا فيه والسعادة من أحوال
|
هذي النفوس والأجسام
|
والردى كالوجود ما فيه للمرء
|
اختيار ولم يكن عن مرام
|
يولد المرء للحياة اضطراراً
|
واضطراراً يذوق كاس الحمام
|
أيها الراحل الحثيث رويداً
|
وأصحبنا ولو ببعض كلام
|
وأمنح العين نظرة من وداع
|
لك هيهات بعده من سلام
|
ويح ناعيك وهو أهول نعي
|
كيف أجرى لسانه بالضرام
|
نبأ برفع الضحى بظلام
|
ونفي في الظلام طيب المنام
|
لم يك الشرق فيه أدرى من الغرب
|
بزلزال رجفة واهتزام
|
لا ولا مصر والعراق بادني
|
لوعة من صدور أهل الشام
|
مأتم باتت الفضائل فيه
|
باكيات بادمع الأبتسام
|
ونواح بين المنابر والحشد
|
وبين الطروس والأقلام
|
يا لك الخير والمراحم من أبقيت
|
فينا للحادثات الجسام
|
وإلى من عهدت في الحزم والعزم
|
ونقض الأمور والأبرام
|
كنت ركناً لنا فلما تداعى
|
آذن العز والعلي بانهدام
|
غيرة مثلها اللهيب وعزم
|
دونه في المضاء حد الحسام
|
قارعتك الخطوب دهراً فما وليت
|
إلا وغربها في انثلام
|
أن هذا المصاب أول خطب
|
فيه اسلمتنا إلى الأيام
|
نتوخي عنك اصطباراً فيغدو الصبر
|
ماء من المحاجر هامي
|
ونروم العزاء عنك فتبدو
|
ألف ذكرى تأتي بألف ذمام
|
ليت شعري ما يرتجي المرء في دنياه
|
ما بين صبحه والظلام
|
خالط الموت منذ كان دماه
|
وثوى بين لحمه والعظام
|
نحن في دار قلعة ليس فيها
|
من دوام ولا لها من دوام
|
أهل قفر تناوبته رياح البين
|
في ظل خيمة من ثمام
|
بل طريق نجوزها فتخير
|
لك منها زاداً لدار المقام
|
فهي أن شئتها طريق بوار
|
وهي أن شئتها طريق سلام
|