ما ذمّ شعرك إلاّ معشر سمجوا
|
في حلبة الذوق إن أرسلتهم عرجوا
|
لو كان فيهم من الإنصاف منقبة
|
ما استنكروا لبسك ( البنجور ) يا " فرج "
|
إنّ التمدين في بغداد آيته
|
زيّ به عابك الغوغاء والهمج
|
ففي السموكن والبنجور مكرمة
|
بغيرها الناس في الزوراء ما لهجوا
|
وفي العراق على أكتاف بزتها
|
للقوم قامت على تبريزهم حجج
|
فقل لشانىء ( ريد نجوتكم ) سفها
|
هذا الرّقيّ الذي ما شابه عوج
|
وعج بقلبي على مغنى يجنّ به
|
فما عليك إذا أسعدته حرج
|
إنّي ، وإن كنت حرا ذا محافظة
|
عبد العيون التي في شكلها دعج
|
جآذر الحي من " غسان " ليس لنا
|
عند انتجاع الهوى عنكنّ منتهج
|
تالله إنّ الصّبا لفح السّموم إذا
|
ما فات هباتها من " مأدبا " أرج
|
والدّر إن لم يك الأردنّ معدنه
|
فمنه خير بعين المنصف السّبج
|
يقول " عبّود " من يترك وظيفته
|
طوعا ، فمجنون في أعصابه هوج
|
يا شيخ ! يا شيخ ! خلّ العقل ناحية
|
فهذه أزمة هيهات تنفرج
|
إن لم يذد عن حياض القوم صاحبها
|
ويحرس الحقّ فيهم فاتك لهج
|
لا يحمد الورد إلاّ النذلّ من قلب
|
عدا على أهلها الإملاق والأمج
|
قصور " عمّان " لا يخدعك مظهرها
|
قد يستوي نقشها الأزياف والصّلج
|
فما لغير الأذى في ربعها الق
|
ولا لغير القذى في جوّها رهج
|
فلا تغرنك ألقاب مطنطنة
|
ما كلّ لفظ به معناه يندمج
|
لو أنّ " عمّان " أهلوها بنو وطني
|
إذا لهذا الذي يلقاه لالتعجوا
|
إذا على نول ( غندي ) يوم أرهقه
|
طغيان مستعمري أوطانه نسجوا
|
إنّا نيام وأنتم مغمضون على
|
قذى ، فماذا عسى يأتي به الفرج
|
فليبك من شاء من يأس يكابده
|
ولتنفطر من أسى أفلاذها المهج
|
فما ( .... ) شأن في تضورنا
|
ولا على أهله في بيعنا حرج
|
أليس سنّ ابن " ست " الدّار يضحكها ؟!
|
فما على ككس اهل الدّار إن نشجوا
|
إنّ المساواة تنفي كلّ آصرة
|
بين العبيد وأسياد الحمى تشج
|
أليس آباؤنا من قبلنا نشأوا
|
على الصّغار ، وفي مهد العصا درجوا ؟!
|
فابعد بعمّان دارا ، ما تجاوزها ،
|
والشّمس ضحيانة في غيرها ، دجج
|
واسترفد الخير من بيت ببادية
|
نار القرى فيه إنّ يمس المسا تهج
|
بيتا من الشّعر يكفي الضيم صاحبه
|
أنف حمي وليس الباب والرتج
|
عهدي " برغدان " احرارا إذا نفروا
|
لنصرة الحقّ لم يدم لهم ودج
|
ما بالهم ؟ لا أدال الله دولتهم
|
لا ينبسون ، وإن أنطقتهم ثبجوا
|
أليس لولا سنا رغدان ما انكشفت
|
في ليل عمّان عن أضوائها سرج
|