لا درّ درّك " جعفر يا " جعفر " |
دعني بغيّ ضلالتي أتعثر |
وإذا فقيه القوم أسهب واعظا |
وبه اهتدى غيري فدعني أكفر |
وإذا مريدوه الأفاضل أسرفوا |
بالقول : هذا ماجن مستهتر |
فأنخ على باب الصرّاحة ناقتي |
حتى يموت بغيظه المتذمر |
واضرب به وبفقهه وبوعظه |
عرض الجدار فذا بذلك أجدر |
عبّود قال ، فما لنا ومقاله |
السكر في نظر الشريعة منكر |
والخمر رجس والكؤوس برأس من |
شربوا بها يوم الحساب تكسّر |
إنّ الإله الحقّ جلّ جلاله |
من أن يقول بقول شيخك أكبر |
فهلمّ نشربها فلون حبابها |
ذهب كشعر الشركسية أشقر |
وتعال عند المنتشين بطبعهم |
من حان ألحان الربابة نسمر |
الطامعين وليس من أمل لهم |
والقانطين وكلهّم مستبشر |
الآخذين من الحياة بصفوها |
والتاركين لغيرهم ما يكدر |
الساخرين بكلّ شيء بينما |
لا شيء إلاّوهو منهم يسخر |
" نَوَرٌ " نسميهم ونحن بعرفهم |
منهم وفي عين الحقيقة " أنَورُ " |
** |
** |
أو لم تر العرفاء كيف تهودوا |
أو لم تر المتعلمين تنصروا |
والبائعين بلادهم بقلامة |
قد أقدموا والمخلصين تقهقروا |
فالحرّ فينا للعلوج مطية |
والعفّ منا لليهود يسمسر |
بعنا العروبة بالوظيفة وانبرى |
ليبيع " غور أبي عبيدة " أزعر |
لا تعجبنّ لفعلنا فنفوسنا |
رغم الظواهر بالدناءة تزخر |
يا " هبر "، يا طبال ، يا من قومه |
من كلّ سفسطة تغلّ تحرروا |
إنّا على ما قدروه لشأننا |
من قيمة من شسع نعلك أحقر |
حاك الصّغار لنا رداء رئاسة |
يلهو بقرض خيوطه المستعمر |
لا تحسبن يا " هبر " سؤددنا كما |
يبدو، فغيرك بالحقيقة أخبر |
هيهات لو تغني الظواهر ربّها |
أسدا لكان الثعلب التنمر |
** |
** |
فدع الرصانة والرزانة والحجا |
برؤوس عبدان الفلوس تنقر |
وهلمّ عند الضاربين بطبلهم |
للناس أمثلة الصراحة نسمر |
الراقصين على الحبال جدودهم |
رقصا كرقص الأمس لا يتغير |
الثابتين على مبادىء قومهم |
الحافظين ذمام من لا يخفر |
" نَوَرٌ " لئن كانوا فإنّ وفاءهم |
مما يحار بأمره المتبصر |
لا يكذبون ولا بتور فعالهم |
ولقلّما ظهروا بما لم يضمروا |
ما زال من كنا نؤمل خيره |
قد صار عن آراء " وزمن " يصدر |
يا " هبر " شعبك بالحياة من أمتي |
أضحى الأحقّ وبالكرامة أجدر |
يا " هبر " هات لي الربابه وانطلق |
بي حيث قومك أسهلوا أم أصحروا |
أنا مثلكم أصبحت لا أرض ولا |
أهل ولا دار ولا لي معشر |
ولقائل لك بالعراق ، وملكه |
واق يعيذك ما تخاف وتحذر |
فهناك لا بلفور يزعج وعده |
أحدا وليس هناك من يتبلفر |
وهناك لا " بيك " تخاف جنوده |
يوما ولا " ككس " هناك وهوبر |
وهناك لا .. أوهل هناك دساكر |
يا شيخ بالهيف المرنّح تزخر |
وعيون ما ينفك يزعم أنّها |
عيناه في نظراتهنّ الجؤذر |
هيهات ما بعد " الصريح " وأهلها |
للحصن لا شرقي " سال " "مغير" |
ما في العراق وربّ زمزم أعين |
إلاّ ومن خلف الزّجاجة تنظر |
" عمص " ويحسبها السخيف لأنّها |
سقيت بدجلة بابلية تسحر |
فأقم " باربد " لا تغادر ساحها |
إلاّ إلى القبر الذي به تقبر |