خليليّ ! ما انفك الفؤاد المعذب |
وراء التصابي والصبابات يدأب |
وما انفكت النّفس التي قد عرفتما |
لتطراق طيف " الشركسيات " تطرب |
وقلبي كما بالأمس ، ما انفك عاتيا |
به الوجد يلهو ، والتباريح تلعب |
فيوم " بوادي السّير " تأسره ظبية |
ويوم بهذا الثغر يسبيه ربرب |
إذا أفلتته الأعين النّجل لحظة |
به ينشب الأظفار كف مخضب |
وإن قلت: قد عاف الصبابة أو سلا ، |
تناوشنه الأشواق حتى أكذب |
خليليّ ! بنت النّور زمت قلوصها |
وراحت بآفاق الدياجير تضرب |
وأضنى فتاكم مكث يوم وليلة |
على الرّحل ، ما أرخى بها الورك منكب |
خليليّ ! أعلاق الأسى ، توقظ الأسى |
وبعض انصداع القلب بالدمع يرأب |
وقوفا بنا ، نستنزف العين عبرة |
على الدّمنة القفراء وطفاء تسكب |
فعوجا على الأطلال نقض حقوقها |
ونلحو تصاريف الليالي ، ونعتب |
ونشكو الرسوم المقويات الذي بنا |
عسى ، أو لعلّ البثّ بالشجو يذهب |
ونستنطق الأنقاض ، أنقاض أذرح |
بها للصّدى مزقى ، وللبوم منعب |