دع الشمس وانصرف معين شلبية

وهج خفيض
يومض خلف مشكاة الضباب
يتهجَّى سؤال الغيب
كما يتهجَّى موت وجوه الأنبياء
وقبل أن يمهلني الرَّديد
حطَّ عليه الرِّحال
وغاب.
مسيَّجا بنفسي
وصلت منعطف الرَّحيل
على ضفاف الرِّيح نزلت
لتأخذنا الى العلويِّ
فلتتوتر شعاب الليل سهما
حين ينهمر الشعاع على الأصيل.
لن نطفئ الوعد الذي
نسجته روحك
مذ سافرت بخطاك ناصية السراب
لن نطفئ الباب الذي
نبشته فيك مصطبة الغياب
كأنما ذرفتك لؤلؤة التَّمنِّي
حين دثَّرك الفناء
فكيف تومئ رغبتك البهيَّة
وفوق البحر رائحة تهبُّ
كلما لاذت بنفسجة عصيَّة
تحت نافذة الخراب.
لم ينبجس وهم لثأرك في الوعود
حين ضاق الأفق وانكمش الفضاء
تركوك خلف مفازة الأحلام تعدو
ليندمل فيك التَّحدي
وينقشط عنك القرار
لكنَّ وهجك ظلَّ منتصبا
يؤرِّث ما تخضِّبه المواجع والرعود.
هل عشقت فاتنة لتبتليك
وأنت على معبر لا يمسِّد إلا
غموض التُّراب؟!
هل عشقتك فاتنة
لتحمل هذا العذاب العذاب؟!.
ليل بعيد
والطريق يمطُّ نسغ الوصول
على سياج الروح
يكفتون الشَّوق في صمت
ويمحون الفصول
وأنا حلم يحلِّق في المنافي
وبعث خلَّفته الآلهة
يا أيُّها الوثنيُّ:
وقع الفداء يزيل الطُّغاة
يبيد الغزاة..
يا أيُّها الوثنيُّ:
دع الشَّمس في خدرها
وانــــــــــــــــــــــــــــــــــصرف !!!.