حاجز بن عوف الأزدي حاجز بن عوف الأزدي

هو حاجز بن عوف بن الحارث بن الأخشم بن عبد الله بن ذهل بن مالك بن سلامان بن مفرج الأزدي.

جاء في كتاب الأغاني عن حاجز بن عوف أنه شاعر جاهلي من شعراء اللصوص المغيرين العدائين من أغربة العرب سرى إليه السواد من أمه. توفي قبل الإسلام بفترة قصيرة. وهو حليف لبني مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي، وفي ذلك يقول:

قومي سلامان إما كـنـت سـائلةً

 

وفي قريش كريم الحلف والحسب

إني متى أدع مخزوماً تري عنقـاً

 

لا يرعشون لضرب القوم من كثب

يدعى المغيرة في أولى عـديدهـم

 

أولاد مرأسةٍ ليسوا مـن الـذنـب

وهو شاعر مقل، ليس من مشهوري الشعراء، وهو أحد الصعاليك المغيرين على قبائل العرب، وممن كان يعدو على رجليه عدواً يستبق بن الخيل.

قال أحدهم: أغارت خثعم على بني سلامان وفيهم عمرو بن معد يكرب، وقد استنجدت به خثعم على بني سلامان، فالتقوا واقتتلوا، فطعن عمرو بن معد يكرب حاجزاً فأنفذ فخذه، فصاح حاجز: يا آل الأزد! فندم عمرو وقال: خرجت غازياً وفجعت أهلي. وانصرف، فقال عزيل الخثعمي يذكر طعنة عمروٍ حاجزاً، فقال:  

أعجز حاجـزٌ مـنـا وفـيه

 

مشلشلة كحـاشـية الإزار

فعز علي ما أعجزت منـي

 

وقد أقسمت لا يضربك ضار

فأجابه حاجز فقال:

إن تذكروا يوم القـري فـإنـه

 

بواءٌ بـأيامٍ كـثـيرٍ عـديدهـا

فنحن أبحنا بالشخيصة واهـنـاً

 

جهاراً فجئنا بالنساء نقـودهـا

ويوم كراءٍ قد تدارك ركضـنـا

 

بني مالكٍ والخيل صعرٌ خدودها

ويوم الأراكات اللواتي تأخـرت

 

سراة بني لهبان يدعة شريدهـا

ونحن صبحنا الحي يوم تنـومةٍ

 

بملمومة يهوى الشجاع وئيدهـا

ويوم شروم قد تركنـا عـصـابة

 

لدى جانب الطرفاء حمراً جلودها

فما رغمت حلفاً لأمرٍ يصيبـهـا

 

من الذل إلا نحن رغماً نزيدهـا

قال أبو عمرو: خرج حاجز في بعض أسفاره فلم يعد، ولا عرف له خبر، فكانوا يرون أنه مات عطشاً أو ضل، فقال أخته ترثيه:

أحيٌ حاجزٌ أم لـيس حـياً

 

فيسلك بين جندف والبهـيم

ويشرب شربةً من ماء ترج

 

فيصدر مشية السبع الكليم

أبلغ أميمة عوض أمسى بزنا

 

سلباً وما إن سرها ننـكـبـا

لولا تقارب رأفة وعيونـهـا

 

حمشاً مصعداً ومـصـوبـا

يا دار من ماوي بالسـهـب

 

بنيت على خطب من الخطب

إذ لا تـرى إلا مـقـاتــلة

 

وعجانساً يرقلن بالـركـب

ومدججاً يسعى بـشـكـتـه

 

محمرةً عيناه كـالـكـلـب

ومعاشراً صدأ الحديد بهـم

 

عبق الهناء مخاطم الجرب

الشعر للحارث بن الطفيل الدوسي، والغناء لمعبد، رمل بالبنصر، من رواية يحيى المكي، وفيه لابن سريج خفيف ثقيلٍ مطلقٌ في مجرى البنصر عن إسحاق، والله أعلم".

المرجع: كتاب الأغاني الجزء الثالث عشر