تيقَّظ فما انت بالخالدِ |
ولا حادث الدهر بالراقدِ |
فخلَّد بسعيك مجداً يدومُ |
دوام النجوم بلا جاحد |
وأبق لك الذكر بالصالحات |
وخل النزوع إلى الفاسد |
وردْ ما يناديك عنه الصدور |
ألا دَرَّ درُّك من وارد |
وسر بين قومك في سيرة |
تميت الحقود من الحاقد |
فان فتى الدهر من يدّعي |
فتأتي اعاديه بالشاهد |
ولا تك مرمى بداء السكون |
فتصبح كالحجر الجامد |
وكن رجلاً في العلى حُوَّلا |
تفنن في سيره الراشد |
اذا اطَّردتْ حركات الحياة |
ومرت على نسق واحد |
ولم تتنوع افانينها |
ودامت بوجه لها بارد |
ولم تتجدد لها شملة |
من السعي في الشرف الخالد |
فما هي إلا حياة السَّوام |
تجول من العيش في نافذ |
وما يرتجي من حياة امرىء |
كماءٍ على سَبخة راكد |
وليس له في غضون الحياة |
سوى النفس النازل الصاعد |
يغضُّ على الجهل اجفانه |
ويرضى من العيش بالكاسد |
فذاك هو الميت في قومه |
وان كان في المجلس الحاشد |
وما المرءُ إلا فتى يغتدِي |
إلى العلم في شَرَك صائد |
سعى للمعارف فاحتازها |
وصاد الانيس مع الآبد |
وطالع أوجه أقمارها |
يعين بصيرٍ لها ناقد |
فأبدى الحقائق من طيها |
وألقى القُيود على الشارد |
اذا هو اصبح نادى البدار |
وشمرَّ للسعي عن ساعد |
فكان المجلَّى َ في شأوه |
بعزمٍ للسعى عن ساعد |
وإن بات بات على يَقظَة ٍ |
بطرف لنجم العلى راصد |
واحدث مجداً طريفاً له |
واضرب عن مجده التالد |
وما الحمقُ الا هو الاتكالُ |
على شرفٍ جاء من والد |
فذاك هو الحيُّ حيَّ الفخارِ |
وان لحدتهُ يدُ اللاحد |